أطفال مخيم عين الحلوة في قلب العاصفة.. 11 ألف طالب محرومون من الدراسة بسبب الاشتباكات (فيديو)

أكدت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عدم قدرتها على فتح مدارسها للطلاب الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوبي لبنان، بسبب الاشتباكات الأخيرة في مخيم “عين الحلوة” للاجئين، وما ترتب عليها من تبعات.

وسيُحرم أزيد من 11 ألف طالب فلسطيني من المخيم من الانضمام إلى أقرانهم في العام الدراسي، وأشار بيان الأونروا إلى أن هذا العدد يعادل ربع عدد الطلاب الفلسطينيين في مدارس الوكالة.

وأدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان قرار الأونروا، وقال جهاز العمل الجماهيري في الحركة في بيان إن “القرار يمثل خطرا كبيرا على العملية التربوية ويُلحق الضرر بالمسيرة التعليمية للطلاب الفلسطينيين وبمستواهم التعليمي”.

ودعا جهاز العمل الجماهيري في حماس بلبنان الأونروا إلى التراجع الفوري عن القرار والقيام بالخطوات الأساسية اللازمة، لإعادة استئناف العام الدراسي.

آثار الدمار في مخيم عين الحلوة (الجزيرة مباشر)

وقال الصحفي جواد شكر لبرنامج المسائية على الجزيرة مباشر، إن الاشتباكات الدامية التي اندلعت بين حركة (فتح) ومجموعات مسلحة أرخت بظلالها على اقتصاد المخيم كما كانت لها تبعات اجتماعية.

وأفاد بأن عددا من المسلحين من الجانبين ما زالوا يتحصنون داخل عدد من المدارس التابعة للأونروا في المخيم ويرفضون إخلاءها، ونقل شكر عن طرفي الاشتباك أنهما “قد ينسحبان من المدارس في المخيم اليوم السبت”.

ويضم المخيم مجمعين تربويين يضمان 8 مدارس تقع بين منطقتي الطوارئ والتعمير، وتوفر التعليم لنحو 6 آلاف طالب من المخيم و5 آلاف من مدينة صيدا، في المراحل الدراسية الابتدائية والمتوسطة والثانوية.

وذكرت هدى السمرا، المتحدثة باسم الأونروا في لبنان للجزيرة مباشر، أن المنظمة ستعمل على نقل طلاب مدارس عين الحلوة إلى مدارس الجوار خلال 4 أسابيع، رغم الصعوبات والكُلفة الباهظة، إلا “أنها ملتزمة بحق كل طفل لاجئ في التعليم وهو على رأس أولوياتها”.

وقالت السمرا إن الوكالة تنتظر انسحاب المسلحين من مدارسها حتى تُرسل فريقا متخصصا في كشف الألغام والذخيرة حفاظا على سلامة الطلاب، ثم فريقا لمسح آثار الأضرار.

وأظهرت المتحدثة باسم الأونروا صعوبة إعادة الإعمار وأطلقت نداء نهاية أغسطس/آب الماضي لجمع 15 مليون دولار بعد الجولة الأولى من الاشتباكات ولم تلق أي استجابة، وكانت أضرار الجولة الثانية أكبر، في حين تعاني الوكالة من أزمة مالية كبيرة.

مخيم “عين الحلوة” للاجئين الفلسطينيين في لبنان (غيتي – أرشيفية)

وقال أحد أهالي الطلاب للجزيرة مباشر، إن عددا كبيرا من الطلاب تضرروا وإنهم لا ذنب لهم في ما يحدث بالمخيم، وإن ما حدث يدفع إلى تفاقم ظاهرة التسرب المدرسي، التي يعاني منها لبنان.

وأفاد المتحدث بأن عودة المدارس داخل مخيم عين الحلوة لا يعني أن الوضع سيعود إلى ما كان عليه في السابق، إذ “يتخوف عدد من الآباء من اشتعال فتيل الاشتباكات في أي لحظة، خصوصا أنها وقعت في السابق بدون سابق إنذار”.

وشهد المخيم في نهاية يوليو/تموز الماضي، اشتباكات بين أفراد من (حركة فتح) ومجموعة مسلحة استمرت عدة أيام، وأسفرت عن مقتل أكثر من 11 شخصا وسقوط أكثر من 60 جريحا، وتسببت في أضرار جسيمة بالممتلكات والبنى التحتية داخل المخيم.

وتأسس مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين عام 1948، وهو الأكبر في لبنان، إذ يضم نحو 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، وتفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد سكانه يتجاوز 70 ألفا.

ولا يدخل الجيش اللبناني ولا القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات بموجب اتفاقات ضمنية سابقة، تاركين مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم، ولكن الجيش يفرض إجراءات مشددة حولها.

المصدر : الجزيرة مباشر