متطوع في الدفاع المدني السوري يصر على إنقاذ الأرواح رغم إصابته (فيديو)

لا يقدر الشاب السوري عبادة ذكرى على تذكر موقف خطير معيّن، فعمله في فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) كله محفوف بالمخاطر.

وقال عبادة لكاميرا الجزيرة مباشر، من وسط الدمار، إن كل ما مر به يصعب نسيانه، لكن أصعب الأيام كان في 2016، عندما جرى استهداف مركز الدفاع المدني بغارة جوية للطيران الروسي وتدميره بشكل كامل.

أدى الاستهداف إلى إصابة عبادة في الخاصرة والكتف واستشهاد زميلين له، وما زال الشاب السوري يشاهد مقطع انفجار المركز إلى اليوم، ويقول إنه لم يستعد وعيه بعده إلا وهو في المستشفى حيث تم إنقاذه.

علِم عبادة أن 2 من زملائه أصيبا في الرأس خلال الانفجار وفقدا الحياة، فكان وقع ذلك شديدا عليه كما يقول “كان الخبر مؤلما جدا وتمنيت لو أنه لم يتم إنقاذي حتى أسمع الخبر”.

قال عبادة إن أفراد فرق الدفاع المدني يشعرون بالخوف مثل الجميع، إلا أن واجبهم إنقاذ المصابين؛ مما يجعلهم يتغلبون على ذلك الشعور، وزاد “عندما نصل إلى مكان الانفجار ونتلقى إشعارات عبر الأجهزة السلكية بأن تحت الأنقاض تقبع نساء وأطفال، يتخيل كل منا أنها أسرته فيمضي لاستخراج أكبر عدد منهم”.

أصيب عبادة عدة مرات، لكنه قال للجزيرة مباشر بعزم وإصرار شديدين “طالما ألبس هذه السترة والخوذة البيضاء فأنا سأنقذ المدنيين، وإن علمت أن ذلك قد يكلفني حياتي”، وأضاف “شعارنا في الدفاع المدني: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا}”.

 

ويقول عنصر الدفاع المدني: لم نتوقع أن يكون التدخل الروسي مثل تدخل النظام السوري عبر القصف بالطائرات الحربية أو المروحية، لكن من بداية التدخل كان من الواضح أن غرضه القتل والدمار والقضاء على كل ما يمكن أن يسمح للحياة بالاستمرار، مثل قصف الأسواق الشعبية والمستشفيات والمدارس، وقد دمّر الطيران الروسي جميع البنى التحتية بشكل كامل.

تعاني فرق (الخوذ البيضاء) بشكل كبير عندما تستهدف الطائرات الروسية الشمال السوري وتوقع ضحايا، ويقول المتحدث: تتدخل فرقنا لانتشال المصابين.

وتابع: فقدنا العديد من أرواح فريق الدفاع المدني، يجري استهدافنا بشكل مباشر في الغارات المزدوجة، وبيننا العديد من المصابين بعاهات دائمة ومستمرة.

بعد التدخل الروسي أصبح هناك فرق كبير بين القصف السوري والروسي، كما يوضح عبادة، إذ يكون الأخير مُركزا وفاعليته أكبر، وتستخدم فيه صواريخ شديدة الانفجار تُخلف دمارا كبيرا.

يستهدف الطيران الروسي المدنيين بالقنابل العمودية السريعة الانتشار وبقنابل “النابال” الممنوعة دوليا، كما يستهدف البنى التحتية بالصواريخ الارتجاجية التي تغيّر معالم المكان.

المصدر : الجزيرة مباشر