هجمات البحر الأحمر تهدد أسعار النفط وارتفاع تكلفة تأمين السفن إلى 70 ضعفا

ألقت أزمة الهجمات في البحر الأحمر بظلالها على تدفق التجارة العالمية، فقد تحولت 100 ناقلة نفط تحمل نحو 56 مليون برميل من المنتجات البترولية إلى الإبحار حول إفريقيا لتجنب المنطقة خلال الأسبوع الماضي، بزيادة أسبوعية نسبتها 45%.

وحسب تقرير لشركة أويل بروكريدج “Oil Brokerage” المتخصصة في خدمات الوساطة العالمية لمشتقات زيت الوقود، أبحرت 100 سفينة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، بزيادة 31 ناقلة عن الأسبوع الماضي المنتهي في 24 من يناير/كانون الثاني الجاري.

ووفقًا لإحصاءات الشركة، شهد مضيق باب المندب تراجع شحنات المنتجات البترولية النظيفة من مليوني برميل إلى 625 ألف برميل يوميًّا الأسبوع الماضي،، بانخفاض يزيد على 68%.

وتأكيدًا لمخاوف عبّر عنها العديد من المؤسسات الدولية، حذر بنك الاستثمار الأمريكي “جي بي مورغان”، الثلاثاء، من أن “الصراع الجيوسياسي” في الشرق الأوسط يشكل بعض “المخاطر الصعودية” على أسعار النفط والطاقة على المدى القريب.

ولفت البنك في مذكرة بحثية إلى أن الصراع وتبعاته على تدفق السفن جنوبي البحر الأحمر، سيؤدي بدوره إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، نظرًا لارتفاع أسعار الأسمدة وتكاليف النقل.

وأضاف “يشكل الصراع الأخير في إسرائيل مصدرًا جديدًا للمخاطر الصعودية، إذا تعطل إنتاج النفط أو سلسلة التوريد بالمنطقة”.

وتابع “سيكون العامل المهم هنا هو دور إيران ودول الشرق الأوسط الأخرى في هذا الصراع، وما إذا كان ذلك يمكن أن يؤثر على توقعات إنتاج النفط أو انقطاع الإمدادات في المنطقة”.

وتشهد أسعار النفط ارتفاعًا مفاجئًا منذ أن بلغت أدنى مستوى لها في يونيو/حزيران الماضي، “وارتفع خام برنت من 72 دولارًا للبرميل في ذلك الوقت إلى متوسط 82 دولارًا حاليًّا”، حسب المذكرة البحثية.

ارتفاع تكلفة تأمين الناقلة 70 ضعفًا

ومنذ 12 يناير الجاري، تشن طائرات حربية أمريكية وبريطانية هجمات على مواقع عسكرية للحوثيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، وذلك ردًّا على هجمات الجماعة على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أدى إلى نشوب أزمة أخرى تتمثل في ارتفاع تكلفة التأمين على السفينة الواحدة، بعدما قفزت من 10 آلاف دولار لكل رحلة إلى 700 ألف دولار، وفق بيانات لشركة “مارش ماكلينان” المتخصصة في وساطة التأمين.