بايدن يتلقى رسالة تحذير انتخابية في ولاية ميشيغان بسبب العدوان على غزة

شهدت ولاية ميشيغان الأمريكية، الثلاثاء، الانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري.

والانتخابات التمهيدية هي التي يدلي فيها أنصار كل حزب بأصواتهم لصالح الشخص الذي يرغبون في أن يكون ممثلهم في الانتخابات الرئاسية.

عن الحزب الديمقراطي كان المرشح هو جو بايدن، وكان منافسه دونالد ترمب عن الحزب الجمهوري، وفاز الاثنان في هذه الانتخابات، لكن جو بايدن واجه أيضا إشارة إلى هزيمة مستقبلية محتملة في الولاية ذاتها في الانتخابات الرئاسية المقبلة يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني.. كيف؟

ولاية ميشيغان تُعَد من الولايات التي بها عدد كبير من الناخبين الأمريكيين من أصول عربية وإسلامية، وهؤلاء الناخبون غاضبون من بايدن بسبب موقفه من الحرب في غزة وتأييده المطلق لإسرائيل، على حد قولهم.

نظم هؤلاء الناخبون حملة أطلقوا عليها “استمع إلى ميشيغان”، لمطالبة بايدن بالاستماع لأصواتهم التي تطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

هذه الحملة حشدت للتصويت في الانتخابات التمهيدية التي أجريت الثلاثاء في بطاقة الاقتراع بخانة “غير ملتزم”، وقالوا إنهم يسعون إلى 10 آلاف صوت في هذه الخانة، وبعد فرز 73% من الأصوات تبيَّن أن نحو 79 ألف شخص أدلوا بأصواتهم في هذه الخانة.

ماذا تعني عبارة “غير ملتزم” وما تأثيرها؟

عبارة “غير ملتزم” تُكتب في بطاقات الاقتراع بالانتخابات التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي، والناخب الذي لا يقتنع بأي مرشح على بطاقة الاقتراع يكون اختياره في التصويت “غير ملتزم”، وقد يكون هذا الاختيار لأسباب عديدة، لكن هذه المرة وفي بطاقات الاقتراع بالحزب الديمقراطي بميشيغان، كانت أصوات “غير ملتزم” بمثابة رسالة تحذير قوية إلى بايدن كونها جاءت بسبب الحرب في غزة.

لماذا هدف 10 آلاف صوت؟

حققت حملة “استمع إلى ميشيغان” أضعاف ما كانت تسعى إليه من 10 آلاف صوت، وكان هذا الرقم الذي وضعته هدفا لها، لتقول لبايدن إن سيناريو انتخابات 2016 قد يتكرر معه.

وكان الرئيس دونالد ترمب قد فاز بولاية ميشيغان في انتخابات 2016 على هيلاري كلينتون بفارق 10 آلاف صوت فقط، وهو ما يعني أن خسارة بايدن لهذه الأصوات في الانتخابات الرئاسية قد يجعله يخسر الولاية.

وقالت مديرة الحملة ليلى العبد للجزيرة مباشر “انتصرت حركتنا وتجاوزت التوقعات بشكل كبير، بعد إدلاء عشرات الآلاف من الديمقراطيين في خانة ‘غير ملتزم’ على الرغم من أن كثيرا منهم صوتوا لصالح بايدن في انتخابات 2020”.

وأضافت “موّل بايدن إسرائيل بالقنابل التي تسقط على أفراد عائلاتنا في غزة. الأشخاص الذين صوتوا له في 2020 شعروا بأنه خان أصواتهم”.

من جانبه، قال المتحدث باسم الحملة عباس علوية “بينما لاحظنا تحولا بسيطا في لغة بايدن كنتيجة مباشرة لضغوط حملتنا، فإننا نعلم أن كلماته ليست كافية. نحن لا نريد ترمب رئيسا لكن بايدن وضع نتنياهو قبل الديمقراطية الأمريكية، ولا يمكننا أن نتحمل دفع فاتورة الاستخفاف بحياة الفلسطينيين إذا حان موعد استحقاقها في نوفمبر المقبل، وهو موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية”.

وأضاف “الطريق الوحيد لتحقيق الحرية والعدالة للفلسطينيين الناجين من الإبادة الجماعية هو من خلال وقف فوري ودائم لإطلاق النار”.