الجماعة المتهمة بقتل القوات الأمريكية.. ماذا نعرف عن كتائب حزب الله العراقية؟

تأسست كتائب حزب الله عقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وتعتنق الجماعة أيديولوجية عابرة للحدود

مركبات عسكرية أمريكية في العراق لتأمين الطريق بين الموصل وأربيل (رويترز-أرشيف)

شنّت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، ضربات انتقامية في أعقاب هجوم شنّه مسلحون عراقيون، قالت إنهم مدعومون من إيران -مطلع الأسبوع الماضي- أدى إلى مقتل 3 جنود أمريكيين في الأردن وإصابة 40 آخرين.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الهجوم يحمل “بصمات جماعة كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران”.. فما هي تلك الكتائب؟

“كتائب حزب الله”

تأسست كتائب حزب الله عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، وهي إحدى فصائل النخبة المسلحة العراقية الأقرب إلى إيران، وصنفتها الولايات المتحدة “منظمة إرهابية” عام 2009.

وتعتبر كتائب حزب الله، أقوى فصيل مسلح في المقاومة الإسلامية في العراق، وهي مظلّة تضم جماعات شيعية مسلحة أعلنت مسؤوليتها عن أكثر من 150 هجومًا على القوات الأمريكية منذ بدء حرب غزة.

بعد تأسيسها، اشتهرت الجماعة بهجمات على أهداف عسكرية ودبلوماسية أسفرت عن سقوط قتلى، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وتستخدم الجماعة في ذلك هجمات القنّاصة والصواريخ وقذائف الهاون والقنابل المزروعة على جوانب الطرق، لكنها لا تؤكد الجماعة ولا تنفي ضلوعها علنًا في تلك الهجمات.

كان “العراقي الإيراني” أبو مهدي المهندس يقود هذه الكتائب حتى مقتله بهجوم أمريكي بطائرة مسيّرة عام 2020 مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد الدولي.

قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني (يسار) ونائب رئيس هيئة “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس

أيديولوجية عابرة للحدود

وتعتنق الجماعة أيديولوجية عابرة للحدود، وتنظر إلى الحدود بين العراق وسوريا ولبنان على أنها حدود غربية، وتعتبر القوات الأمريكية في العراق قوات احتلال أجنبية وتدعو إلى طردها بالقوة.

قاتلت إلى جانب آخرين ضد مقاتلي المعارضة وأغلبهم من السنّة خلال الحرب الأهلية في سوريا، وواصلت العمل في سوريا منذ ذلك الحين.

والجماعة ليس لها هيكل قيادي معلن، ولديها آلاف المقاتلين وترسانة من الطائرات المسيّرة والصواريخ والقذائف الباليستية القصيرة المدى، حسبما يقول مسؤولون عراقيون وأعضاء في الجماعة.

قصفت الولايات المتحدة مواقع وقواعد ومراكز تدريب وأخرى لوجستية لكتائب حزب الله عدة مرات، وفي أواخر يناير/كانون الثاني، ضربت عدة أهداف في معقل الحزب في جرف الصخر على بعد نحو 50 كيلومترًا جنوبي بغداد ردًّا على هجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ على القوات الأمريكية.

ومع أنها تخضع من الناحية الفنية لقيادة رئيس الوزراء العراقي ضمن قوات الحشد الشعبي، فإن المجموعة تعمل في كثير من الأحيان خارج سلسلة القيادة، وقد تحدّت ورفضت التصريحات الحكومية التي تدعو إلى إنهاء الهجمات على القوات الأمريكية.

ورغم أنها لا تؤكد ولا تنفي علنًا صلتها بالسياسة، فإنه يُنظر إلى الجماعة على نطاق واسع على أنها شكّلت حزبًا سياسيًّا لأول مرة في انتخابات 2021 في العراق، وفازت بمقاعد عدة في البرلمان.

المصدر : رويترز