تقرير: حرب غزة تغير خريطة موردي النفط ووجهة المشترين

(غيتي)

في ظل تزايد الهجمات في البحر الأحمر، التي تقول جماعة الحوثي في اليمن إنها تأتي ردا على الحرب على غزة، وارتفاع أسعار الشحن، تشهد سوق النفط العالمية تحولا نحو عمليات الشراء المحلية، ما يجعل الإمدادات، من الموردين الإقليميين الأقرب جغرافيا، أكثر جاذبية.

ومع التراجع الملحوظ في حركة ناقلات النفط في قناة السويس والميل نحو شراء النفط من المصادر الأقرب إقليميا، بدأ نشوب حالة من الانقسام والتنافس بين مناطق تداول النفط حول حوض الأطلسي وتشمل بحر الشمال والبحر الأبيض المتوسط من جهة، وجهة أخرى تشمل الخليج العربي والمحيط الهندي وشرق آسيا.

وأشار تقرير لوكالة بلومبرغ أن أنماط الشراء الحالية في السوق العالمية تشير إلى الانفصال بين هاتين المنطقتين، بينما لا يزال هناك نفط يتحرك بين هاتين المنطقتين، عبر رحلة أطول وأكثر تكلفة حول الطرف الجنوبي لأفريقيا.

وحسب متعاملين، فإن بعض مصافي التكرير في أوربا تخلت عن عمليات شراء النفط الخام العراقي الشهر الماضي، مقابل الإقبال على الشحنات من بحر الشمال و”غيانا”.

وآسيويا، أدى الارتفاع في الطلب على النفط الخام مربان من أبوظبي إلى زيادة حادة في أسعار العقود الفورية في منتصف يناير الماضي، وتراجعت التدفقات من كازاخستان إلى آسيا بشكل حاد.

وحسب بيانات تتبع السفن لشركة “كبلر” (Kpler).، هوت شحنات النفط الخام الأمريكي إلى آسيا بأكثر من 30% خلال يناير الماضي مقارنة بالشهر السابق عليه.

ورغم التفاؤل بعدم استمرار الانفصال بين المنطقتين، تشير التقارير إلى صعوبة تنويع مصادر إمدادات النفط للدول المعتمدة على الاستيراد مثل الهند وكوريا الجنوبية.

وأشار التقرير إلى أن مصافي التكرير ستواجه صعوبات تحول دون سرعة الاستجابة لآليات السوق بسبب نقص إمدادات النفط، وهو ما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تآكل هوامش الربح.

من جهتها قالت شركة “كبلر” في مذكرة صدرت في 30 من يناير/كانون الثاني، إن قناة السويس شهدت تراجع عبور ناقلات النفط بنحو 23% في ديسمبر/كانون الأول الماضي مقارنة بنوفمبر/تشرين الثاني السابق عليه. وكان التراجع أكثر وضوحاً بالنسبة إلى إمدادات الغاز الطبيعي المسال، التي انخفضت 65%.

وعلى صعيد سوق المنتجات النفطية، تأثرت بشكل ملحوظ تدفقات الديزل ووقود الطائرات من الهند والشرق الأوسط إلى أوربا، وزيت الوقود الأوربي والنافتا المتجهة إلى آسيا، حيث قفزت أسعار “النافتا” -المادة الخام المستخدمة في البتروكيماويات”، لأعلى مستوياتها في نحو عامين الأسبوع الماضي وسط مخاوف من أن يصعب الحصول عليها من أوربا، مع تصاعد التوتر في البحر الأحمر.

ومع تراجع الإمدادات وارتفاع تكاليف الشحن، قالت شركة “كبلر” إن أسعار ناقلات النفط الخام “سويزماكس” (Suezmax) من الشرق الأوسط إلى شمال غرب أوربا قفزت بنحو 50% منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، وارتفع خام برنت القياسي العالمي بنحو 8% خلال الفترة نفسها.

وأشار عدد من التجار المتعاملين في السوق إلى أن تكلفة تسليم النفط إلى آسيا من الولايات المتحدة، قفزت بأكثر من دولارين للبرميل على مدى ثلاثة أسابيع في يناير/كانون الثاني الماضي.

وقفزت أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي 6% تقريباً على أساس شهري في يناير/كانون الثاني المنصرم، لتسجل أسعار النفط أول مكاسبها الشهرية منذ سبتمبر/ أيلول بسبب التوترات في الشرق الأوسط والهجمات على السفن في البحر الأحمر التي أدت إلى تحويل مسارات الناقلات.

المصدر : بلومبرغ