عمال اليومية بسوريا.. أزمة معيشية تتفاقم مع تدني الدخل وارتفاع الأسعار

تتفاقم معاناة أصحاب العمالة اليومية في شمال غرب سوريا، مع اتساع الفجوة بين الدخل المتدني الذي لا يتناسب مع طبيعة عملهم الشاق، وبين جنون أسعار المواد الغذائية وإيجارات المنازل وفواتير الكهرباء والوقود وتكاليف المواصلات والأدوية الباهظة.

التقت كاميرا الجزيرة مباشر، حمود ياسين البالغ من العمر 59 عاما، الذي اضطرته الظروف المعيشية الصعبة إلى العمل في النجارة المسلحة، وهو عمل شاق لا يتناسب مع عمره، لكي يتمكن من أن يسد ولو جزءا من متطلبات عائلته الكبيرة، ويقول مشتكيا: “أجبرتني الظروف على هذا العمل الشاق، ويوميتي لا تتجاوز 7 دولارات”.

ومضي يقول: “عندما يمرض (العامل) جراء العمل الشاق لا تمكنه يوميته الزهيدة من الذهاب إلى طبيب خاص، ولكن يذهب إلى المستشفى المجاني للحصول على الرعاية الصحية اللازمة لمن هم في مثل عمره”.

دخل متدنّ وأسعار خيالية

ويشاطره العامل جهاد العمر المعاناة ذاتها، قائلا: “أوضاعنا تحت الصفر ولا فيه نقابة عمال تحمينا نهائيا، مر عليّ شهر كامل ولم أعمل فيه سوى 4 مرات”.

ويصف جهاد وضع عمال اليومية في شمال غرب سوريا بأنه مأساوي، حيث إنهم محرومون من دخل جيد مقابل المجهود الشاق، مؤكدا أن أجرته اليومية لا تتجاوز 200 ليرة تركية أي 7 دولارات، وهي لا تكفي حتى لتوفير الخبز لأبنائه السبعة.

أما العامل خالد سرميني فقد اشتكى كذلك من قلة مستوى دخل عمال اليومية في شمال غرب سوريا، مؤكدا اضطراره إلى الشراء بالآجل حتى يتمكن من إطعام أسرته.

وتشهد مناطق شمال غرب سوريا ارتفاعا قياسيا في الأسعار، وعدم قدرة سكانها على تأمين احتياجاتهم اليومية ضمن الحد الأدنى، في ظل الزيادة الملحوظة في معدلات التضخم وانخفاض القوة الشرائية للمدنيين في المنطقة.

المصدر : الجزيرة مباشر