“كارثة من صنع الإنسان”.. توقعات أممية بارتفاع حاد في وفيات أطفال غزة

قال برنامج الأغذية العالمي اليوم الاثنين إن “سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة يزداد بوتيرة قياسية” في شمالي قطاع غزة، كما تتسارع معدلات الوفيات بين الأطفال الناتجة عن سوء التغذية.

وأضاف البرنامج أن أحدث البيانات المتاحة تشير إلى أن “كل طفل في شمال غزة، من بين كل 3 أطفال دون العامين، يعاني سوء التغذية أو الهزال، مما يعني معاناة الأطفال من نحافة شديدة، بالنسبة لطولهم، تعرّضهم لخطر الموت”.

وكان تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الذي تصدره منظمات تابعة للأمم المتحدة، قد قال اليوم الاثنين إن “أكثر من نصف الفلسطينيين في قطاع غزة استنفدوا مواردهم الغذائية بالكامل ويواجهون جوعًا كارثيًّا”.

مضاعفات خطيرة

وأوضح عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، في لقاء سابق مع الجزيرة مباشر، أن “سوء التغذية الحاد لأطفال قطاع غزة لم يحدث في أي مكان بالعالم على الإطلاق”.

وقال أبو حسنة إنه في جنوبي القطاع تصل نسبة الأطفال دون العامين الذين يعانون سوء التغذية إلى 28%، كما أن 10% من الأطفال يعانون هزالًا شديدًا.

وأضاف “العديد من الأطفال يعانون مضاعفات خطيرة من الصعب علاجها مستقبلًا، وبعضهم يولدون قصار القامة وقليلي الوزن”.

“كارثة من صنع الإنسان”

من جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأوضاع في قطاع غزة بأنها “كارثة من صنع الإنسان بالكامل”.

وفي تصريحات للصحفيين في نيويورك اليوم، قال غوتيريش إن الفلسطينيين في غزة يعانون الجوع والألم بشكل مرعب. وأشار إلى أنه في غزة “أكبر عدد من الأشخاص الذين يواجهون جوعًا كارثيًّا على الإطلاق في أي مكان وفي أي وقت”.

وشدد غوتيريش على الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، داعيًا السلطات الإسرائيلية للسماح بوصول إلى المساعدات الإنسانية لكل أنحاء غزة، كما دعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للجهود الإنسانية التي تبذلها الأمم المتحدة.

وتقيد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني، مما تسبب في شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود.

وتشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسفرت عن أكثر من 31 ألف شهيد معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 73 ألف مصاب، ودمار هائل في البنية التحتية للقطاع.