الحرب بريشة أطفال السودان.. ذكريات الخوف والرصاص في كتاب (صور وفيديو)

مشاهد الحرب العالقة في ذاكرة الأطفال السودانيين (الموقع الرسمي لمنظمة شن السلام)

قالت مادي كراوثر المديرة التنفيذية المشاركة لمنظمة “شن السلام” المهتمة بقضايا السلام وإنصاف الضحايا في السودان، إن المنظمة تدعم الأشخاص الذين يأتون من السودان إلى المملكة المتحدة من أجل أن يبدؤوا حياة جديدة، لأنهم شهدوا نزاعات وحروبًا أثرت في بلدهم لعقود.

وفي حديثها لبرنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر، عن الكتاب الذي أصدرته المنظمة في إبريل/نيسان الجاري والذي يحتوي على عشرات الرسوم لأطفال في مناطق الحرب بالسودان، قالت كراوثر: “إن فكرة الكتاب تشكلت عام 2007 عندما انخرطت إحدى الباحثات في منظمتنا في مهمة للاطلاع على الوضع في مخيمات اللاجئين في دارفور، وتحدثت إلى النساء اللاتي أخبرنها أن الأطفال ربما يُقدِّرون منحهم فرصة للتعبير عن أنفسهم من أجل إخبار العالم بما يتعرضون له”.

وذكرت كراوثر أن الباحثة أخذت معها أوراقًا وطلبت من الأطفال أن يرسموا أقوى ذكرياتهم، ولم تطلب منهم صراحة أن يرسموا عن الحرب وعن الصدمات التي أصيبوا بها، وهذا ما خرج عنهم.

وأضافت كراوثر: “أرادوا إيصال رسالة إلى العالم ليتحدثوا وليبينوا ما تعرضوا له آنذاك، وأذكر أن ذلك كان قبل حوالي 20 عاما، هؤلاء الأطفال الذين شهدوا ذلك الصراع ربما أصبحوا الآن راشدين وبالغين، لكن ندوب الحرب لا تزال تترك آثارها فيهم”.

وتابعت المديرة التنفيذية المشاركة لمنظمة “شن السلام” قائلة: “هناك مجموعة جديدة من الأطفال أيضا تأثرت وتضررت بسبب الحرب، ونحن قمنا بجمع رسومات من منطقة جبال النوبة جنوبي السودان ومن إقليم دارفور غربي السودان، فضلا عن رسم لأحد الأطفال الذين شهدوا مذبحة القيادة العامة في الخرطوم، إبان الثورة التي حدثت 2018 و2019.

وتابعت: “كان من المهم أن نصغي وأن نستمع إلى هؤلاء الأطفال في كل المراحل، لأنهم أوضحوا أنهم يريدون أن يعبروا عما تعرضوا له، يريدون أن يعبروا عن كرامتهم وعن مستقبلهم، ومن المحزن أن نعرف أنه سيكون هناك أطفال تأثروا جراء الحرب التي اندلعت قبل عام، أعتقد أنهم سيرسمون رسوما مشابهة إلى حد كبير، تعبر عما خبروه، وربما في المستقبل سنقوم بالاطلاع على تلك الصور، لكننا لا نريد أن ننتظر أجيالا ضائعة قادمة تتعرض لما تعرض له الأطفال من الأجيال السابقة”.

وبالتوازي مع إصدار منظمة “شن السلام” لكتابها الذي مثل شهادات عيان رواها الأطفال برسوماتهم من نزاعات سابقة عصفت بالسودان، يدخل الصراع الحالي في البلاد عامه الثاني، مخلّفًا وراءه جيلا كاملا من الأطفال يواجه كارثة وضعت حياته وتعليمه ومستقبله على المحك”.

ووفقًا لليونيسيف فمن المتوقع أن يعاني حوالي 4 ملايين طفل دون سنّ الخامسة من سوء التغذية الحادّ هذا العام، فضلا عن عدم تمكن أكثر من 90% من الأطفال في سنّ المدرسة البالغ عددهم 19 مليون طفل في البلاد، من الوصول إلى التعليم الرسمي، علاوة على التأثير المباشر للعنف فيهم.

المصدر : الجزيرة مباشر