مسلمو الهند يعبّرون عن مخاوف كبيرة من نتائج الانتخابات المقبلة

مسلمو الهند يؤكدون وجود بيئة معادية لهم في البلاد (رويترز ـ أرشيف)

كشف عدد من المسلمين الهنود عن وجود مخاوف حقيقة من نتائج الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها من 19 إبريل/نيسان إلى 4 يونيو/حزيران المقبل، وأنهم يواجهون تحديات مهمة، ويتزايد لديهم الشعور بالتهميش السياسي، حيث لا يشعرون بأي ديناميكية تعكس مطالبهم وقضاياهم خلال عملية الانتخابات.

وفي تصريحات خاصة للجزيرة مباشر، أكد محمد أديب، العضو السابق في مجلس الشيوخ، أن الأحزاب السياسية الرئيسة في الهند، بما في ذلك حزب الشعب الهندي المتشدد (بهارتيا جاناتا) ومؤتمر “الكونغرس”، بالإضافة إلى الأحزاب العلمانية واليسارية، لا تقوم بترشيح مرشحين مسلمين بشكل يتناسب مع حصتهم السكانية في المناطق التي يكون لها تأثيرها.

وأوضح أديب أن هناك ما يقرب من 50 دائرة انتخابية برلمانية في البلاد حيث تتجاوز نسبة الناخبين المسلمين 30%، ومع ذلك، فإن معظم الدوائر الانتخابية شهدت فوز مرشحين “هندوس”، سواء بسبب توحيد أصوات الهندوس من قبل حزب بهاراتيا جاناتا، أو بسبب ترشيح الأحزاب العلمانية مرشحين هندوس.

وأوضح العضو البرلماني السابق أنه من المثالي أن يكون للمسلمين على الأقل 100 ممثل في البرلمان، ولكن ذلك لم يتحقق.

وقال قائد شرطة ماهاراشترا السابق عبد الرحمن، الذي استقال بسبب قانون تعديل المواطنة غير الدستوري المناهض للمسلمين في 2019، إن عدم وجود تمثيل للمسلمين في حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم بالهند واضح للجميع، مشيرًا إلى أنها في الأساس لن يتم السماح لهم بممارسة حقوقهم السياسية.

وتقول المحللة السياسية والمؤرخة روشيكا شارما، من المدينة إلى القرية، شهدنا كيف تصاعدت الهجمات على المسلمين وكيف استهدفت حكومات حزب بهاراتيا جاناتا المسلمين، صغارًا وكبارًا، حيث شنت الحكومات الإجراءات القانونية ضدهم، بناءً على شكاوى كيدية من المجموعات المتشددة.

احتراق 4500 كتاب في مدرسة إسلامية شرقي الهند جراء هجوم من نشطاء هندوس
احتراق 4500 كتاب في مدرسة إسلامية شرقي الهند جراء هجوم من نشطاء هندوس (منصات التواصل)

وأضافت أنه “تم هدم منازلهم لأنهم احتجوا من أجل حقوقهم، وتم إلقاء الطلاب المسلمين في السجون لأنهم حاولوا التعبير ضد الحكومة، مما أدى إلى سيطرة الشعور بالخوف بين المسلمين”.

من جهته ذكر الضابط الخاص السابق لرئيس الوزراء الهندي السابق مانموهان سينغ، الدكتور ظفر محمود أن التحديات التي يواجهها المسلمون في الهند، تتمثل في احتلال مساحات شاسعة من الأراضي المسيجة المعروفة باسم “الوقف”، وتناقص العدد المحدود من مؤسسات التعليم العالي المتاحة لهم. بالإضافة إلى تدخل الحكومة في المسائل المتعلقة بالعقيدة ما خلق بيئة معادية للإسلام والمسلمين.

وفيما تشير التقارير الأخيرة إلى أن المسلمين لم يصوتوا تاريخيًا بطريقة موحدة في الانتخابات الماضية، شدد محمد أديب، السياسي المسلم المتقاعد البالغ من العمر 68 عامًا، على التصويت بطريقة موحدة وأهمية الإدلاء لمرشح يمكنه مواجهة السياسات الفاشية في الانتخابات المقبلة.

وحث أديب المسلمين الهنود على تجاوز الصراعات الداخلية، والاصطفاف لمواجهة التهديدات المستقبلية مؤكدًا أن المؤتمر الوطني الهندي وتحالفه يمثل آخر حاجز في المعركة.

المصدر : الجزيرة مباشر