فرصة أخرى للحياة.. الأطراف الصناعية تُعيد الأمل لجرحى الحرب في غزة (فيديو)

حرب إسرائيلية طاحنة خلفت ما يزيد عن 77575 مصابًا منذ بدئها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يحتاج أكثر من ثلث المصابين فيها لأطراف صناعية، وفقًا لتقارير صحية، وذلك بعد أن فقدوا جزءًا أو أجزاءً من أطرافهم نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 209 أيام.

وبدأ المستشفى الميداني الإماراتي في رفح جنوبي القطاع المحاصر، بتركيب أطراف صناعية لجرحى الحرب، ضمن مبادرة مشروع الأطراف الصناعية التي تدعمها دولة الإمارات من أجل مساعدة مصابي الحرب على الانخراط في الحياة من جديد.

الشاب (شريف حنيدق) أحد المستفيدين من هذه المبادرة، وهو نازح من تل الهوى، أُصيب إصابة بالغة بعد أن ألقت طائرات الاحتلال الإسرائيلية أحد صواريخها عليه في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، أثناء قيامه بالبحث عن بعض المستلزمات الضرورية لأطفاله، الأمر الذي أدى إلى بتر قدمه اليسرى.

وعانى (حنيدق) من شح في الأدوية والرعاية الصحية نتيجة الحرب، حتى إنه لم يجد في كثير من الأحيان أيَ مسكنات لآلامه، مما تسبب في عدم قدرته على رعاية أطفاله وعائلته المكونة من 10 أشخاص.

وبعد أن حصل المصاب الفلسطيني على طرف صناعي من المستشفى الإماراتي، يأمل بأن تتحسن ظروف حياته، وأن يستطيع المشي مجددًا حتى يتمكن من العمل لسد حاجة أطفاله كما يقول.

أما الشاب (فادي الأغا) الذي بُترت يده بعد سقوط جدران منزله عليه في إحدى الغارات الإسرائيلية، فيقول شقيقه محمود: “بعد شهر من الحرب قصفت طائرات الاحتلال منزلنا فوق رؤوس ساكنيه دون سابق إنذار، ما أدى لاستشهاد ابنة أخي وفقدان شقيقي فادي يده اليمنى”.

وأضاف: “عقب بتر يده تعب فادي نفسيًا، وضعف جسده، ومع المتابعة وصلنا للمستشفى الإماراتي الميداني برفح، حيث استقبلوه بشكل طيب، ثم قاموا بأخذ مقاساته، وبعد مرور شهر على تلك الزيارة قاموا بالاتصال بنا كي نحضر مجددًا للمستشفى في اليوم التالي لتركيب الطرف الصناعي”.

وتابع: “صار حاسس بشعور أفضل، وإن شاء الله مع الطرف حياته تبلش ترجع”، لافتًا إلى أن شقيقه عانى الأمرين من شدة الألم الذي كان يشعر به عقب إصابته.

أما الشاب (هيثم نصر) فبترت قدمه عقب إصابته برصاص الاحتلال خلال مشاركته في مسيرات العودة على حدود القطاع المحاصر عام 2018، وتم تركيب أطراف صناعية له حينها في مدينة حمد الطبية، ويقول: “بدون طرف بحس في جزء ناقص مني”.

وفي حديث للـجزيرة مباشر قال الطبيب الإماراتي سلطان الكعبي إن المبادرة تأتي ضمن المرحلة الثانية لعملية “الفارس الشهم 3” لتسليم الأطراف الصناعية.

وأوضح الطبيب بأنه سيتم تسليم 61 طرفًا صناعيًا ذي جودة عالية، وهي أطراف تم تخصيصها للمصابين الفلسطينيين بغزة كمرحلة أولى بعد أن تم أخذ قياساتهم مسبقًا، لإعطائهم الأمل ليعودوا للحياة الطبيعية التي كانوا عليها قبل إصاباتهم.

وأكد (الكعبي) للجزيرة مباشر أن الأطراف تم تصنيعها في شركات متخصصة بواسطة أحدث التقنيات والتكنولوجيا المتوفرة، فيما تم التواصل مع الجرحى بعد التأكد الطبي من أن الأطراف صالحة لهم.

ولفت “الكعبي” إلى أن عملية أخذ القياسات من فئات الأطفال والنساء والرجال ممن لم يتم الوصول لهم في المرحلة الأولى ستستمر، لما تمثله الأطراف الصناعية من أهمية في حياة الجريح، قائلًا: “سنستمر في أخد القياسات لفئة الأطفال كي يستمر الطفل بالعطاء، ولكي يتمكن من دخول المدرسة، ونأمل أن نراهم وهم يمشون ويعودون للحياة بصورة طبيعية، سنستمر في فئة الرجال كي يعودوا للعمل، ولأن يؤدوا وظيفتهم كآباء دون عوائق، كما سنستمر للفئة النسائية حتى تتمكن الأم من رعاية أطفالها”.

وأشار الكعبي إلى أن ثلث المصابين من الأطفال والنساء والرجال يعانون من فقدان أحد الأعضاء المهمة في أجسادهم سواء في أطرافهم السفلية أو العلوية.

ومنذ السابع أكتوبر 2023، تشن “إسرائيل” حربًا مدمرة على قطاع غزة المحاصر خلّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة لآلاف الأسرى والمفقودين، ودمارًا هائلًا وشاملًا في البنى التحتية، فضلًا عن مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين وفق بيانات فلسطينية وأممية.

المصدر : الجزيرة مباشر