واشنطن بوست: أرز العنبر “آخر ضحايا” الجفاف في العراق (فيديو)

يوشك العراق على التوقف عن زراعة أرز العنبر الذي يشتهر به، بسبب شح المياه في البلد وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.

وقالت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، في تقرير نشرته الأربعاء الماضي، إن أرز العنبر “آخر ضحايا” الجفاف في العراق، بعدما كان له اكتفاء ذاتي منه.

ويُعَد العنبر عنصرًا أساسيًّا في النظام الغذائي، وجزءًا لا ينفصل عن الهوية المحلية، ويسمى كذلك لشدة بياضه ورائحته المميزة ونسبة البروتين العالية فيه وكبر حجم البذرة.

وكان أرز العنبر أو (الشلب) يُزرع في مساحات شاسعة من محافظات النجف والديوانية وبابل والناصرية والمشخاب، في جنوبي العراق فقط، في تربة طينية ويسقى بماء الفرات.

يبدأ موسم زراعة أرز العنبر من نهاية يونيو/حزيران ويستمر بالنمو لمدة 6 أشهر، ويكون موسم الحصاد في منتصف أكتوبر/تشرين الأول.

تتطلب زراعة أرز العنبر إبقاء الأرز مغمورًا بالمياه طوال فصل الصيف، وهو ما دفع وزارة الزراعة العراقية إلى اتخاذ قرار بمنع زراعته، في محاولة للحفاظ على المياه.

وأفاد تقرير الواشنطن بوست بأنه مع إحكام التغير المناخي قبضته على العراق، يقول الخبراء إن “السياسات الحكومية العراقية تركت قطاع الزراعة عرضة لنقص المياه”، وإنها “تهتم بأقل من 2% فقط من الأراضي الزراعية”.

ويشهد العراق الآن، الذي دمرته سنوات من الجفاف، أسوأ موجة حر منذ عقود، وتقترب تدفقات المياه في نهري الفرات ودجلة من مستويات منخفضة قياسية.

ويؤدي الوضع إلى أزمة مياه متتالية في الريف العراقي، حيث لم تواكب التقنيات الزراعية العصر، وفق الصحيفة الأمريكية. كما تسبب انخفاض كميات المياه في الدول المجاورة وندرة الأمطار في تقليل مساحات زراعة العنبر.

ونقلت الصحيفة شكاوى عدد من المزارعين، إذ يعاني كثير منهم البطالة، بينما كان وضعهم الاقتصادي جيدًا جدًّا على حد وصفهم، قائلين “لم نكن نهتم بالتغيرات السياسية أو ارتفاع سعر صرف الدولار، أما اليوم فلا نستطيع تغطية نفقات منازلنا اليومية”.

ويشهد العراق منذ سنوات انخفاضًا كبيرًا في مستوى مياه نهري دجلة والفرات، مما أسفر عن جفاف بعض البحيرات والأنهر الفرعية، بينما تُرجع وزارة الموارد المائية الأسباب إلى قطع إيران وتركيا (دولتا المنبع) الإمدادات المائية عن العراق.

ويُعَد العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغيّر المناخ والتصحر في العالم، خصوصًا بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام من فصل الصيف 50 درجة مئوية.