“نهر يوم القيامة”.. تآكل متسارع لـ”ثويتس” الجليدي يهدد بارتفاع شديد لمستوى البحار

نهر ثويتس الجليدي في أنتاركتيكا (رويترز)

اكتشف علماء أن نهر ثويتس الجليدي في القارة القطبية الجنوبية -أو ما يسمى “نهر يوم القيامة” لمخاطر زواله المرتبطة بارتفاع مستوى سطوح البحار- مهدد بتآكل سريع في السنوات المقبلة، مما يزيد المخاوف من ارتفاع شديد في مستوى سطح البحر قد يصاحب زوال النهر المحتمل.

ويُعد نهر ثويتس الجليدي -الواقع في غرب أنتاركتيكا- من أوسع الأنهار نطاقًا على وجه الأرض؛ إذ تفوق مساحته مساحة ولاية فلوريدا الأمريكية.

ورغم أنه مجرد جزء من الغطاء الجليدي في غرب أنتاركتيكا، فإنه يحتوي على ما يكفي من الجليد لرفع مستوى سطح البحر بما يصل إلى 16 قدمًا (4.8 أمتار)، وفقًا لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).

ووفقا لدراسة نشرت يوم الاثنين في مجلة (نيتشر جيوساينس) فإن نهر ثويتس الجليدي قادر على رفع مستوى سطح البحر بعدة أقدام على طول قاعدته تحت الماء، مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

ورسم العلماء المشاركون في الدراسة خريطة التراجع التاريخي للنهر الجليدي، على أمل أن يتعلموا من ماضيه ما قد يفعله النهر الجليدي في المستقبل على الأرجح.

ووجدوا أنه في مرحلة ما خلال القرنين الماضيين، تلاشت قاعدة النهر الجليدي من قاع البحر وتراجعت بمعدل 1.3 ميل (2.1 كيلومتر) في السنة، وهذا قريب من ضعف المعدل الذي لاحظه العلماء في العقد الماضي.

وفي بيان صحفي قال أليستر جراهام -المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم الجيوفيزياء البحرية بجامعة جنوب فلوريدا- إن هذا التفكك السريع ربما حدث “مؤخرًا في منتصف القرن العشرين”.

وأشار البيان إلى أن النهر معرض للتآكل بشكل سريع في المستقبل القريب بمجرد أن يتراجع إلى ما بعد سلسلة من التلال في قاع تساعده حاليًّا على إبقاء وضعه تحت السيطرة، وأنه يجب أن نتوقع تغييرات كبيرة على نطاقات زمنية قصيرة في المستقبل، ربما تصل من عام إلى آخر.

ومع تسارع أزمة المناخ، يراقب العلماء هذه المنطقة عن كثب بسبب ذوبانها السريع وقدرتها على تدمير ساحلي واسع النطاق.

وعلى مدى عقود أثار نهر ثويتس الجليدي نفسه قلق العلماء. وفي وقت مبكر من عام 1973، تساءل الباحثون عما إذا كان معرضا لخطر الانهيار.

وبعد ما يقرب من عقد من الزمن، وجدوا أنه يمكن لتيارات المحيط الدافئة أن تذوّب هذا النهر الجليدي من أسفل نظرًا لأنه يرتكز على قاع البحر بدلًا من اليابسة الجافة.

وبسبب هذا البحث، بدأ العلماء يطلقون على المنطقة الواقعة حول نهر يوم القيامة “الطبقة السفلية الضعيفة للغطاء الجليدي في غرب أنتاركتيكا”.

المصدر : سي إن إن + نيتشر