دراسة تكشف ما تفعله بجسمك 8 ساعات من الشعور بالوحدة

وجد العلماء أوجه تشابه مذهلة بين الآثار المترتبة على كل من العزلة الاجتماعية والحرمان من الطعام (بيكسابي)

توصلت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة فيينا في النمسا وجامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، إلى أن 8 ساعات من الشعور بالوحدة يمكن أن تستنزف الطاقة وتزيد من التعب بقدر 8 ساعات من دون طعام لدى بعض الأشخاص.

وأظهرت الاختبارات المعملية والتجارب الميدانية للفريق، أن الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم هم عرضة أكثر من غيرهم للتأثر بالآثار السلبية للوحدة، وأن هذه الآثار ليست فقط معنوية أو نفسية، بل إنها قد تؤدي كذلك إلى تفاعلات بيولوجية ضارة بصحة الإنسان.

وقال عالما النفس اللذَيْن أجريا الدراسة، آنا ستيجوفيتش وبول فوربس من جامعة فيينا في النمسا “لقد وجدنا أوجه تشابه مذهلة بين الآثار المترتبة على كل من العزلة الاجتماعية والحرمان من الطعام”.

وأضافا “كلتا الحالتين تسببتا في انخفاض الطاقة وزيادة الشعور بالتعب، وهو أمر مثير للدهشة بالنظر إلى أن الحرمان من الطعام يجعلنا حرفيًّا نفقد الطاقة، في حين أن العزلة الاجتماعية لم نكن نتصور أنها قد تؤدي إلى النتيجة ذاتها”.

وتم فحص 30 متطوعة في ثلاثة أيام منفصلة لمدة 8 ساعات على النحو الآتي: يوم بدون اتصال اجتماعي، ويوم بدون طعام، ويوم ثالث بدون اتصال اجتماعي أو طعام.

وقدم المشاركون ملاحظاتهم حول شعورهم بالإجهاد والإرهاق وتقلب المزاج، كما تم أيضًا قياس معدل ضربات القلب ومستويات هرمون الكورتيزول (هرمون الإجهاد).

وانخفضت مستويات الطاقة المبلغ عنها في الأيام التي لم يتفاعل فيها المشاركون مع أي شخص، مقارنة بالأيام التي قاموا فيها ببعض التفاعلات الاجتماعية على نطاق ضيق بعضهم مع بعض.

وفق الدراسة فإن الافتقار إلى المشاركة الاجتماعية قد يؤدي إلى تقليل احتمال رغبتنا في الخروج إلى العالم (بيكسابي)

وتقول عالمة النفس جيورجيا سيلاني، من جامعة فيينا “حقيقة أننا نرى هذا التأثير بعد فترة قصيرة من العزلة الاجتماعية، تشير إلى أن الطاقة المنخفضة يمكن أن تكون استجابة تكيفية، ولذا فمع مرور الوقت في العزلة، من المرجح أن يصبح الضرر أسوأ من ذي قبل”.

وقارنت الدراسات السابقة الشعور بالوحدة بمشاكل الصحة العامة مثل السمنة ونحوها، مما يشير إلى وجود خطر كبير للوفاة المبكرة بسبب العزلة الاجتماعية. ففي دراسة أجريت على 3.4 ملايين شخص، ثبت أن الوحدة تزيد مخاطر الوفاة المبكرة بنسبة 30%.

كما أظهرت الأبحاث السابقة أن الافتقار إلى المشاركة الاجتماعية قد يؤدي إلى تقليل احتمال رغبتنا في الخروج إلى العالم والتفاعل معه بشكل إيجابي، وهو نوع من دوامة الشعور بالوحدة التي يصعب الخروج منها مع مرور الوقت.

المصدر : ساينس ألرت