“بريطانيا تخلت عنا”.. نحو 100 معلم سابق في المعهد البريطاني ما زالوا مختبئين في أفغانستان

قوات من طالبان تقف أمام مبنى السفارة الأمريكية في كابل (الأناضول)

كشفت صحيفة (الغارديان) البريطانية أن ما يربو على 100 معلّم سابق في المعهد البريطاني بالعاصمة الأفغانية تم توظيفهم لتدريس القيم البريطانية واللغة الإنجليزية ما زالوا مختبئين في أفغانستان بعد أن رفض المسؤولون حتى الآن منحهم حق القدوم إلى المملكة المتحدة.

وتقدم هؤلاء المعلمون بطلبات للمجيء إلى المملكة المتحدة بموجب قرار الحكومة لإعادة التوطين والمساعدة في أفغانستان، الذي تم إعداده في وقت سابق هذا العام.

وأوضح جوزيف سيتون الذي شغل منصب مدير اللغة الإنجليزية بالمعهد البريطاني في كابل من 2016 إلى 2020، أن طلباتهم لم يُستجَب إليها، ولم يُبتّ فيها بعد أشهر من تقديمها.

وقال سيتون “هؤلاء الناس يعيشون في خوف دائم على حياتهم. لقد تم التعاقد معهم بموجب برنامج ممول من الحكومة البريطانية لتعليم اللغة الإنجليزية والقيم البريطانية بهدف خلق التنوع والدمج والمساواة في أفغانستان. وقيل لهم دائما إنهم موظفون لدى الحكومة البريطانية”.

وفي رسالة إلكترونية أرسلها إلى رئيس الوزراء بعد وقت قصير من سيطرة طالبان على كابل، في سبتمبر/أيلول الماضي، قال سيتون إن “قادة طالبان قاموا بزيارة منازل هؤلاء المعلمين، أو منازل أقاربهم لطرح الأسئلة والتهديدات. وإن كثيرا منهم اضطر إلى الانتقال، بينما يعيش الآخرون في مخابئ”.

آلاف المواطنين الأفغان غادروا كابل بعد سيطرة طالبان على المدينة (رويترز)

وأضاف في مذكرة وزعت على وزراء آخرين في حكومة بوريس جونسون “عمل المعلمون في جبهات عامة وبارزة للغاية، العديد منهم من الإناث، وكانوا جميعًا يمثلون المعهد البريطاني، ويعملون على الترويج للغة المملكة المتحدة وثقافتها وقيمها”.

وشدد على أن هؤلاء المعلمين والمعلمات أصبحوا مستهدفين وأن من مسؤولية الحكومة البريطانية ضمان نقلهم إلى المملكة المتحدة في أقرب وقت ممكن.

ويصل عدد المعلمين الذين تم توظيفهم في المكتب الرئيسي في كابل داخل السفارة البريطانية إلى 30 موظفًا تم نقلهم عقب دخول طالبان إلى كابل، وتم استبعاد أولئك الذين يعملون في الميدان خارج المكتب الرئيسي.

وخلصت الصحيفة إلى “أن المعهد البريطاني ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع يبذلون كل ما في وسعهم  لتسوية أوضاع هؤلاء المعلمين، دون أن يتم تسجيل أي تقدم بشأن ما يتعلق بقضاياهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية”.

وأكدت (الغارديان) أن هؤلاء المعلمين والمعلمات بصفتهم موظفين سابقين لدى الحكومة البريطانية، فإنهم مؤهلون جميعًا للحصول على “حق إعادة التوطين والمساعدة في أفغانستان”، ومع ذلك فإنهم في انتظار الموافقة والانتقال.

وقال أحد المعلمين الأفغان المعنيين بهذا القرار “بريطانيا تخلت عنا. كل يوم يمر يزداد مستوى التهديد، ولم يتم إحراز أي تقدم يذكر، ولا يتم تقديم أي تفسيرات للانتظار والصمت اللانهائي حول سياسة الحكومة لإعادة التوطين والمساعدة في أفغانستان”.

المصدر : الجزيرة مباشر + الغارديان البريطانية