أسعار الحبوب تقفز بعد قصف روسي لميناء أوكراني وأردوغان يدعو بوتين إلى تجنب التصعيد

بوتين أردوغان
لقاء سابق بين بوتين وأردوغان (رويترز)

قفزت أسعار القمح في مجلس شيكاغو للتجارة بنسبة 4% في أعقاب هجوم روسي على أحد الموانئ الداخلية الرئيسية لأوكرانيا على نهر الدانوب، اليوم الأربعاء.

ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى تجنب أي تصعيد في البحر الأسود.

وجاء في بيان للرئاسة التركية أن أردوغان شدد خلال اتصال هاتفي مع بوتين على “أهمية مبادرة البحر الأسود التي يَعُدها جسرًا للسلام”، في إشارة إلى اتفاقية الحبوب التي انسحبت منها موسكو قبل مدة قصيرة.

ورأى الرئيس التركي الذي كان أحد رعاة الاتفاق مع الأمم المتحدة أن “التوقف المتواصل لمبادرة البحر الأسود لن يفيد أحدًا، وستعاني خصوصًا الدول المنخفضة الدخل التي تحتاج إلى حبوب”، مشددًا على أنه ينوي “مواصلة الجهود” لإحياء الاتفاق.

وأشار إلى أن “أسعار الحبوب تراجعت بنسبة 23% عندما كان الممر يعمل” بين الأول من أغسطس/آب 2022 ومنتصف يوليو/تموز الماضي، وأنها “زادت بنسبة 15% خلال الأسبوعين الأخيرين”.

وقالت الرئاسة إن الرئيسين “اتفقا على زيارة لبوتين إلى تركيا” من دون تحديد موعد لها.

من جهته، أكد الكرملين أن بوتين طلب من أردوغان دعم تركيا لتصدير الحبوب الروسية الى دول إفريقيا.

وكرر بوتين شرط روسيا للعودة إلى اتفاق الحبوب، وهو تنفيذ اتفاق مواز لتحسين شروط صادراتها من الغذاء والأسمدة.

أضرار لحقت بميناء حبوب بعد هجوم روسي بطائرات مسيّرة في منطقة أوديسا (رويترز)

ارتفاع أسعار الحبوب

وهاجمت روسيا أحد الموانئ الداخلية الرئيسية لأوكرانيا على نهر الدانوب اليوم الأربعاء، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية مع تكثيف استخدام موسكو للقوة لإعادة فرض حصار على صادرات أوكرانيا من الحبوب.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن صومعة حبوب تعرضت لأضرار في ميناء إسماعيل على نهر الدانوب في منطقة أوديسا، وكتبت على منصة تويتر سابقًا “الحبوب الأوكرانية يمكن أن تطعم الملايين على مستوى العالم”.

ويُشكل ميناء إسماعيل، الذي يقع على نهر الدانوب في الجهة المقابلة لرومانيا العضو في حلف شمال الأطلسي، طريقًا بديلًا رئيسيًّا لصادرات الحبوب من أوكرانيا منذ أن أعادت روسيا فرض الحصار الفعلي على موانئ أوكرانيا على البحر الأسود في منتصف يوليو.

وقفزت أسعار القمح في مجلس شيكاغو للتجارة بنسبة 4% في أعقاب الهجوم، مع تجدد قلق التجار إزاء تضرر الإمدادات العالمية من فقد السوق لأوكرانيا، أحد أكبر مصدّري المواد الغذائية في العالم.

وكثفت روسيا هجماتها على البنية التحتية للقطاع الزراعي والموانئ في أوكرانيا، بعد أن رفضت تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي كان يسمح بالعبور الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية.

وكان نحو رُبع صادرات الحبوب الأوكرانية يمر عبر موانئ نهر الدانوب، ومنها ميناء إسماعيل، قبل أن تنسحب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، لتصبح تلك الموانئ شريانًا حيويًّا تنطلق من خلاله شحنات الحبوب محمَّلة على صنادل قبل شحنها إلى ميناء كونستانتا الروماني على البحر الأسود لتواصل طريقها إلى وجهاتها بعد ذلك.

وحذرت الأمم المتحدة من أزمة غذاء محتمَلة وجوع في دول العالم الأكثر فقرًا، نتيجة لقرار روسيا الانسحاب من الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا.

وتقول موسكو إنها ستتعامل مع أي سفن تتجه إلى الموانئ الأوكرانية بوصفها أهدافًا عسكرية محتمَلة.

وقال محللون، أمس الثلاثاء، إنه نتيجة انهيار الاتفاق في منتصف يوليو، تراجعت صادرات الحبوب الأوكرانية الشهر الماضي بنسبة 40% مقارنة بشهر يونيو/حزيران.

المصدر : وكالات