الجزائر ترفض فتح مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية لمهاجمة النيجر وباريس تعلق

أفاد تقرير إخباري بأن الجزائر رفضت طلبا من فرنسا يتضمن السماح لطائراتها العسكرية بعبور الأجواء الجزائرية من أجل مهاجمة البلد الجار النيجر على خلفية الانقلاب العسكري الذي أطاح الرئيس محمد بازوم

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (يمين) والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

نفى الجيش الفرنسي، الثلاثاء، أن يكون قد طلب من الجزائر استخدام مجالها الجوي لتنفيذ عملية عسكرية في النيجر، بعدما قالت الإذاعة الجزائرية الرسمية إن السلطات رفضت طلبًا فرنسيًّا في هذا الشأن.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في الجيش الفرنسي قوله “تنفي هيئة الدفاع الفرنسية المشتركة تقديم طلب للتحليق فوق الأراضي الجزائرية”.

ومساء الاثنين، ذكرت الإذاعة الجزائرية عن “مصادر مؤكدة” لم تكشف عن هويتها، أن “فرنسا تستعد لتنفيذ تهديداتها الموجَّهة إلى المجلس العسكري في النيجر، والمتعلقة بتدخل عسكري في حال عدم إطلاق سراح الرئيس المعزول محمد بازوم”. وأفادت الإذاعة بأن “التدخل العسكري بات وشيكًا والترتيبات العسكرية جاهزة”.

وقالت الإذاعة “الجزائر التي كانت دائمًا ضد استعمال القوة، لم تستجب للطلب الفرنسي بعبور الأجواء الجوية الجزائرية من أجل الهجوم على النيجر (ترتبط معها بحدود مشتركة تفوق 950 كليومترًا) وردها كان صارمًا وواضحًا”.

وأضافت أن الجزائر تعارض أي تدخل عسكري أجنبي لاستعادة النظام في النيجر بعد انقلاب 26 يوليو/تموز الماضي، وأنها تفضل اتباع السبل الدبلوماسية.

ومن اللافت أن الإذاعة الجزائرية هي المصدر الحكومي الوحيد الذي نشر الخبر، وتداولته وسائل إعلام محلية، الثلاثاء، نقلًا عنها مثل صحيفتي “الخبر” (خاصة) الناطقة بالعربية و”لوسوار” (خاصة) الناطقة بالفرنسية.

وتملك فرنسا قوات على الأرض في النيجر، يناهز عددها 3 آلاف فرد، أغلبها من قوة “برخان” التي غادرت مالي بطلب من السلطات الانتقالية، وأمهلها المجلس العسكري بالنيجر شهرًا حتى مطلع سبتمبر/أيلول المقبل للرحيل. ولم يتضح بعد ما هي العملية العسكرية التي كانت تشير إليها الجزائر، لكن فرنسا لم تقل إنها ستتدخل عسكريًّا لإسقاط الانقلاب العسكري.

وأعلن قادة الانقلاب في النيجر بعد عزلهم الرئيس بازوم إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الفرنسية وتعليق الاتفاقيات العسكرية معها.

تجدر الإشارة إلى أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) أعلنت أنها اتفقت على يوم لم تكشف عنه لتدخل عسكري محتمل إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.

ومطلع أغسطس/آب الجاري، أعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن مخاوف بلاده من أي رد فعل عسكري، قائلًا إن التدخل العسكري قد يشعل منطقة الساحل بأكملها، وإن الجزائر لن تستخدم القوة مع جيرانها.

وأصبح الوجود العسكري الفرنسي في غرب إفريقيا هشًّا على نحو متزايد وسط موجة من الانقلابات في منطقة الساحل منذ عام 2020.

وطُردت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو، وتزايدت المشاعر العدائية تجاه فرنسا في شوارع نيامي منذ انقلاب 26 يوليو الماضي. وتزامن هذا مع تزايد النفوذ الروسي في المنطقة.

وتمر العلاقات بين الجزائر وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في البلاد، بمرحلة صعبة بسبب خلافات بشأن الأوضاع الأمنية بمنطقة الساحل وقضايا إقليمية أخرى، وخلافات تاريخية إضافة إلى التغطية الإعلامية الفرنسية للشؤون الجزائرية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات