أول تعليق علني لبوتين على الانتخابات الأمريكية.. ماذا قال؟

في أول تعليق علني له على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه يفضل العمل مع الديمقراطي جو بايدن على الجمهوري دونالد ترمب، لكونه “أكثر خبرة ويمكن التنبؤ بمواقفه”، واصفا إياه بأنه “سياسي من المدرسة القديمة”، مشددا على أنه سيعمل في نهاية المطاف مع الرئيس الذي يختاره الشعب الأمريكي.

جاء ذلك في معرض رد بوتين على سؤال عن أيّ المرشحين الرئيسيين سيكون الأفضل لروسيا، في مقابلة مع التلفزيون الروسي، نشر الكرملين مقتطفات منها الأربعاء.

ورغم قوله إنه من الخطأ التدخل في الحملة الانتخابية، فإن بوتين أبدى رأيه في المرشحَيْن، بل سمح لنفسه بمناقشة مسألة حساسة تتعلق باللياقة العقلية لبايدن، قائلا: “عندما التقيت مع بايدن في سويسرا قبل 3 سنوات، ترددت شائعات بالفعل بأنه لم يعد لائقا”، وتابع: “لم ألحظ شيئا من هذا القبيل”.

وأثناء تظاهره بالدفاع عنه، أثار الرئيس الروسي خلال المقابلة واقعة شهيرة تسببت في إحراج الرئيس الأمريكي في يونيو/حزيران الماضي، عندما ارتطم رأسه بجزء من طائرة هليكوبتر أثناء نزوله منها، معلقا “حسنًا، من منا لم يصدم رأسه في مكان ما؟”.

ومن اللافت أن رأي بوتين جاء مخالفا للتوقعات، خاصة أنه يأتي في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة حالة من انعدام اليقين السياسي، وكذلك وصول العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من 60 عاما، على خلفية الحرب في أوكرانيا.

فقد قاد بايدن التحالف الغربي للرد على الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، بما في ذلك توسيع حلف الناتو بضم دول عند حدود روسيا، وفرض سلسلة من العقوبات على موسكو وتقديم مساعدات وأسلحة بمليارات الدولارات إلى كييف.

ترمب غير مفضل رغم التناغم

أما عن ترمب، فقد وصفه بوتين بأنه سياسي غير منظم، وأن لديه نظرة خاصة في كيفية تطوير الإدارة الأمريكية لعلاقاتها مع حلفائها.

واستنادًا إلى إحجام ترمب عن انتقاد بوتين في فترة ولايته للرئاسة، فضلا عن تعليقاته الأخيرة التي قال خلالها إنه سيشجع روسيا على مهاجمة أعضاء حلف الناتو الذين “فشلوا في إنفاق ما يكفي للدفاع عن أنفسهم”، اعتقد كثيرون أن رأي بوتين بشأن المرشحين سيكون مغايرا؛ لأن ذلك سيعطي أريحية لزعيم الكرملين لمواصلة سياسته الحالية بسهولة، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.

وفي عام 2020، اتهم تقرير أمريكي صادر عن لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، روسيا بمحاولة التأثير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 من أجل مساعدة ترمب على الفوز على هيلاري كلينتون.

وتتعارض تصريحات بوتين مع سياسة روسيا في السنوات الأخيرة التي فضلت ترمب الذي طالما افتخر بعلاقته الجيدة مع بوتين.

ويسيطر بوتين على الحكم منذ عام 1999 ولديه ثقة كبيرة بالبقاء في سدة الرئاسة مدة 6 سنوات أخرى، عقب الانتخابات المقرر إجراؤها الشهر المقبل.