هآرتس تفنّد مبررات اغتيال أبناء هنية.. ونتنياهو لم يكن على علم بالعملية

“لم يؤدِّ الاغتيال إلا إلى تعزيز حماس وسط الجمهور الفلسطيني”

إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (رويترز)

نفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، اليوم الخميس، صحة مزاعم جيش الاحتلال بأن أبناء إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كانوا في طريقهم لتنفيذ “نشاط إرهابي”، معتبرة أن تلك الادعاءات “غير مقبولة”.

وأقر الجيش الإسرائيلي باغتيال 3 من أبناء هنية بغارة استهدفت سيارة في غزة، زاعمًا أنهم ينتمون إلى كتائب القسّام، الجناح العسكري لحماس، وأنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ ما سماه “نشاطًا إرهابيًّا”.

وفي مقال تحليلي بصحيفة هآرتس، قال مسؤول الشؤون الفلسطينية بالصحيفة جاك خوري، إن ادعاء إسرائيل بأن أبناء هنية كانوا في طريقهم لتنفيذ نشاط إرهابي لا يقبله حتى معارضو حماس، خاصة أن أطفالهم كانوا معهم.

“عمل انتقامي عزز وضع حماس”

واعتبر خوري أن اغتيال أبناء إسماعيل هنية الثلاثة، في الوعي الفلسطيني بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص، عمل انتقامي من جانب إسرائيل، وليس اغتيالًا عسكريًّا مؤثرًا يتسلل إلى صفوف التنظيم ويتسبب في صدمة وفقدان للتوازن.

وأضاف “من غير المتوقع أن يؤدي الانتقام الذي حققته إسرائيل إلى تحقيق أي هدف آخر حددته”، وتابع “لم يتم تصنيف أبناء هنية كشخصيات غامضة يؤدي الهجوم عليهم إلى اختراق استخباراتي عميق للمنظمة، ولم يؤدِّ الاغتيال إلا إلى تعزيز حماس وسط الجمهور الفلسطيني”.

أبناء إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
أبناء إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

وأشار إلى أنه منذ اندلاع الحرب، ومع تزايد الدمار والقتل في غزة “واجهت قيادات حماس خارج غزة وعلى رأسهم هنية، انتقادات داخلية وخصوصًا في العالم العربي بسبب وجودهم في الخارج بينما أهل غزة يواجهون آلة الدمار الإسرائيلية”.

وأضاف “سارع هنية فور تلقيه نبأ الاغتيال إلى إعلان مقتل أبنائه وأحفاده، معتبرًا ذلك نعمة نالوها شهداء، وأعلن أن ذلك دليل على أن أبناءه لم يتخلوا عن أهلهم في قطاع غزة”.

وتابع “ومن المتوقع أيضًا أن يتم تسليط الضوء على تاريخ الاغتيال، في أول أيام عيد الفطر، عندما كان الثلاثة، بحسب حماس، في زيارة عائلية”.

وتعليقًا على اغتيال أبنائه وأحفاده، أكد هنية في تصريحات مصورة أدلى بها للجزيرة مباشر، بعد تلقيه النبأ، أن دماء أبنائه “ليست أغلى من دماء غيرهم من الشهداء الذين سبقوهم بالحرب الإسرائيلية على غزة التي دخلت شهرها السابع”.

نتنياهو لم يكن على علم بالعملية

وفي سياق ذي صلة، ذكرت وسائل إعلام عبرية اليوم، أن القوات الإسرائيلية قتلت أبناء هنية، دون استشارة كبار القادة أو الزعماء السياسيين ولا سيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ونقل موقع (واللا) الإخباري عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم، إن نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، لم يعلما مسبقًا بالضربة الجوية التي تمت بتنسيق بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت).

وجاءت عملية الاغتيال، في وقت يُنتظر فيه رد حركة حماس على الموقف الإسرائيلي الذي تم تقديمه لها خلال المفاوضات غير المباشرة التي جرت مؤخرًا في العاصمة المصرية القاهرة.

ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة، مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الطرفين.

وحلّ عيد الفطر هذا العام في حين تشنّ إسرائيل حربا مدمّرة على غزة، خلّفت أكثر من 100 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنّين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات