سد النهضة.. خبراء للجزيرة مباشر: إثيوبيا تصر على خلق واقع جديد وفرضه على مصر والسودان (فيديو)

قال عثمان التوم وزير الري السوداني السابق إن قضايا السدود والمياه لا تدار بالدسائس وحجب العلومات، كما تفعل إثيوبيا عبر إصرارها الدائم على خلط الاوراق بخصوص المحطات المقبلة المتعلقة بملء وتشغيل سد النهضة اليوم والسنوات المقبلة.

وأضاف التوم خلال مشاركته في برنامج “المسائية”، اليوم السبت، على شاشة الجزيرة مباشر “المطلوب الآن تبني موقف أكثر حزما من أجل اتفاق شامل بخصوص عمليات الملء والتشغيل والمتابعة المستقبلية، مؤكدًا على أن الاتفاق يجب أن يكون ملزما لجميع الأطراف”.

وحول إمكانية اندلاع حرب على الماء في المنطقة، قال المسؤول السوداني إن التاريخ الحديث يؤكد أنه ليست هناك حالة واحد لأزمة مياه تمت تسويتها عبر الحروب، مؤكدًا في السياق ذاته أن أزمات المياه تحل بالتراضي من قبل الأطراف المتفاوضة، وبالتالي فالحرب ليست حلا.

وبشأن الدعوة الإثيوبية لكل من مصر والسودان لتعيين مستشارين لتشغيل السد من جانبها قبل الملء الثاني، قال الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة إن هذه الدعوة ضرب من المراوغة لأنه لا يمكن دعوة الخبراء إلا بعد الاتفاق بين جميع الأطراف على المستويات السياسية.

وأضاف نور الدين أن إثيوبيا بدعوتها تكون قد أفرغت إعلان المبادئ من جميع محتوياته، موضحا أن المقترح الإثيوبي كان يجب أن يكون محصلة لإتفاق مسبق بين الدول المعنية ويتم تطبيقه.

بدوره قال المحلل الاقتصادي إبراهيم نوار إن أثيوبيا تصر على خلق واقع جديد وفرضه على السودان ومصر، مضيفًا “الإشكال الكبير في قضية سد النهضة هي أن إثيوبيا تصر على أنها وحدها من يقررالمفاوضات وهي أيضا من أفشل مفاوضات كنشاسا”.

واعتبر نوار أن المقترح الإثيوبي باستقدام خبراء تقنيين من مصر والسودان يمثل إقرارا ضمنيا ببدء مرحلة الملء الثانية.

وخلص نوار إلى أن مشكلة إثيوبيا هي إصرارها على التعاطي مع مع نهر النيل الأزرق كما لو كان نهرا محليا، أو أنه جزء من السلطة السيادية لإثيوبيا، في حين أنه نهر دولي واستخدامه يجب أن يتم وفق مصالح جميع الدول المشاطئة.

وقال المحلل السياسي الإثيوبي جمال البشير إن “مسألة السد اليوم هي مسألة خبراء فقط وليس هناك ما يضر بمصالح مصر والسودان في الملء الثاني، طالما أن الملء الأول مر ولم يتحدثوا عن أضرار لحقت بهم”.

وأضاف البشير أن الوضع الذي وصلت إليه المفاوضات يؤكد وجود نوايا سيئة عند كل من مصر والسودان وكون سد النهضة ليس لتوليد الطاقة الكهربائية، وإنما له أهداف أخرى.

وشدد المحلل الإثيوبي على أنه طوال خمس سنوات ظلت مصر والسودان تمارسان المزيد من الضغوط وتفرضان على إثيوبيا أن تبقى دولة فقيرة متخلفة وهذا لن يتحقق.

المصدر : الجزيرة مباشر