المفكر المغربي حسن أوريد: مظلومية إسرائيل تتآكل والعالم لن يبقى كما هو بعد حرب غزة (فيديو)

صاحب كتاب “الإغراء الأخير للغرب.. تداعيات الحرب على غزة”

يرى المفكر المغربي حسن أوريد أن الحرب على غزة “تمثل مرحلة مفصلية، ولن يكون العالم بعدها كما هو، ليس فيما يخص العالم العربي والشرق الأوسط، بل على مستوى العالم كله”، متابعًا “الحرب على غزة تمثل (مفصلًا) شأنها شأن الحرب الروسية الأوكرانية”.

وأضاف المفكر المغربي في حوار مع الجزيرة مباشر “كتابي (الإغراء الأخير للغرب.. تداعيات الحرب على غزة) هو من منظور مغربي، وليس غربيًّا بالذات، ولا يمكن لأي شخص له ذرة من الرحمة ألا يتفاعل مع ما يجري في غزة من قتل وتدمير وتجويع للمدنيين”.

وفي هذا السياق، أبرز أوريد أهمية الحاجة إلى كتابات آنية ترصد الحدث وتفاعل الفاعلين معه، مؤكدًا أهمية هذه المؤلفات التي لا ترسم بالضرورة مسافة من الأحداث، وهو ما سار عليه في الغرب كل من جون بيير فيليو وجيل كيبييل صاحب مصطلح “الهولوكوست” المزعج لإسرائيل، وبرنار هنري ليفي.

”هذه الأوراق التي كتبت الأحداث، تسعى للإمساك بتلابيب مرحلة مفصلية. هي شهادة، وتتوخى أن تكون إبانة. هي ليست مجرد استحضار فصول مريعة لقتل شعب لم يسبق أن جرى في التاريخ على مرأى من العالم”.

تلك بعض كلمات أوردها المفكر المغربي حسن أوريد ضمن مؤلفه الأحدث ‘الإغراء الأخير للغرب.. تداعيات الحرب على غزة’

وبالموازاة مع الجانب الذاتي الإنساني، رصد أوريد مواقف الغرب وتفاعل المثقفين مع العدوان على غزة، قائلًا إن ذلك جاء ”إرضاءً لضميري ورسالة إلى الفلسطينيين كنوع من التضامن”.

ورأى المفكر المغربي أن التضامن وحده غير كافٍ لكونه يبقى الحد الأدنى وأضعف الإيمان، مشددًا على ضرورة وقف العدوان، محمّلًا المسؤولية للولايات المتحدة التي تستطيع الضغط من أجل تحقيق ذلك.

وبشأن ما شهدته العواصم الغربية من قمع للمظاهرات التضامنية مع شعب غزة، قال إن ذلك “يسائل حرية التعبير أحد دعائم الديمقراطية في الغرب، الذي لا يستطيع إيقاف مد التضامن مع فلسطين”.

الغرب أمام أزمة إبستمولوجيا وحالة السكيزوفرينيا

وضمن الكتاب ذاته، نبّه أوريد إلى أن العالم أمام حالة تشبه الانفصام أمام تجاوز الكيل بمكيالين في تعامل الغرب مع ما يجري في غزة.

ولذلك، قال أوريد “نحن أمام حالة سكيزوفرينيا يجب أن تُدرَّس، قول الشيء وفعل نقيضه، وهي أزمة إبستمولوجيا”، مبديًا دهشته ”كيف هب الغرب نجدة لأوكرانيا، ولم يقم بأي شيء بالنسبة للعدوان المستهدف للفلسطينيين، فكيف يمكن للغرب أن يقنع الآخرين بقيمه الكونية؟”.

وأكد أوريد أن دولًا غربية عديدة مارست سلطاتها ضغوطًا لوقف مد التضامن مع غزة، وهو ما يتعارض مع مبادئ الديمقراطية التي يتبجح بها الغرب.

تآكل رأس مال المظلومية لدى إسرائيل

وأوضح المفكر المغربي أن “إسرائيل كانت ترى أنها قوية استراتيجيًّا بالقدر الذي يسمح لها بأن تملي إرادتها عسكريًّا واستخباراتيًّا وجيوستراتيجيًّا، لكن الإسرائيليين أنفسهم يرون 7 أكتوبر اختراقًا يكسر أسطورة الجيش الذي لا يُقهر”.

وتابع “إسرائيل تقوم على رأس مال المظلومية على أساس محرقة اليهود، لكن تبيَّن الآن تآكل هذا الرأس مال، وأن المظلوم هم الفلسطينيون”.

ووفقًا لأوريد، فإن عقرب الساعة تحوّل لصالح الفلسطينيين، ليس على مستوى الغرب والمسلمين، وإنما كل أحرار العالم أضحوا يرون أن الطرف الضعيف هو الشعب الفلسطيني.

إسرائيل بعد طوفان الأقصى لن تكون كما في السابق

وبشأن تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة بعد انطلاق معركة طوفان الأقصى، أكد أوريد أن إسرائيل لن تكون بعد هذا الحدث كما كانت في السابق داخليًّا وخارجيًّا.

وبشأن استكمال مسلسل التطبيع مع الدول العربية مثل مصر والأردن، نبّه أوريد إلى أن ذلك “لن يكون سهلًا أمام مطالب وقف التطبيع في كثير من الدول المُوقعة لاتفاقيات مع إسرائيل”.

وبناءً على ذلك كله، أكد أوريد تغيُّر الوضع في المنطقة وداخل إسرائيل، بعد طوفان الأقصى.

حرب حول الذاكرة

ولفت أوريد إلى أن محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية تضرب في عمق رصيد استثمار إسرائيل في “محرقة اليهود”.

وتحدّث عن “صراع من أجل الذاكرة وتوثيق ما يجري بعد نهاية الحرب، لتثبيت ما جرى رغم كل المضايقات التي يتعرض لها الصحفيون”.

ورغم استهداف إسرائيل بشكل مباشر ومتعمد للصحفيين، أشار أوريد إلى دور قناة “الجزيرة” في هذه الحرب، مسجّلًا أنها قامت بجهد جبار ودفعت ثمنًا غاليًا لنقل الحقيقة.

وذكر أوريد أن محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية جزء من الحرب حول الذاكرة والحقيقة.

وأردف “7 أكتوبر لم يندلع من عدم، ولذلك ينبغي الحديث عما قبل طوفان الأقصى، عن شعب حُرم من الأمل والحق في الحياة، فغزة محاصرة بريًّا وجويًّا وبحريًّا، والوضع في الضفة يسوء يومًا بعد يوم”.

طوفان الأقصى يعيد القضية الفلسطينية إلى الصدارة

ووفقًا لأوريد، فقد أعاد “طوفان الأقصى” القضية الفلسطينية إلى صدارة الأحداث، بعدما عُدَّت أنها انتهت، ويمكن اختزالها في بعض التعويضات والمساعدات لمن يرغب في الهجرة.

ورأى أوريد أن للصمت موقفًا أيضًا، مشيرًا إلى أن التاريخ سيحاسب من التزموا الصمت تجاه العدوان على غزة، لكون التعبير في هذه الحالة فرض عين وليس فرض كفاية.

وقد كتب أوريد ضمن مؤلفه (الإغراء الأخير للغرب.. تداعيات الحرب على غزة) ”أثبتت الصورة في الزمن الصفر، ما يجري من تقتيل وتدمير، ولذلك لا يصح لأي شخص أن يقول إنني لم أكن أعرف. الصمت والتجاهل هو تواطؤ في الجريمة بل مشاركة، وفي أدنى درجة خذلان وهوان”.

لمتابعة الحوار كاملًا:

المصدر : الجزيرة مباشر