مرتضى منصور.. وبطولات الأهلي مع فريق الجن الأحمر والعفاريت الزُرق!

مرتضى منصور

مع توالي الهزائم والإخفاقات على نادي الزمالك في عصر رئيسه المعزول (بحكم قضائي نهائي) “مرتضى منصور”، فإنه لا يزال يُتحفنا بتُرهاته وسخافاته، فقد أطل علينا من شاشة فضائية “الزمالك” الناطقة باسم النادي والمملوكة له، مُتحدثًّا عن العفاريت والسحر الأسود والجن الأحمر. وصرح لا فُضّ فوه ومات حاسدوه، بكلام مفادُه أن “العفاريت” يضطهدون ناديه، ويقفون وراء فوز الأهلي (13 يوليو/ تموز) ببطولة الدوري المصري الممتاز في كرة القدم، وانتزاعها من الزمالك (4-1)، ومن قبله الخروج المبكر من دوري أبطال إفريقيا. وأوحى بأن “الجن الأحمر” هو الذي يصُدّ الكرات (جمع كرة)، التي يدفعها لا عبو الزمالك إلى مرمى الأهلي، بدلا من حارس المرمى محمد الشناوي، ويمنع الكرة من اختراق مرمى الأهلي، ويدفعها إلى الاصطدام بالعارضة اليمنى.

الساحر المزعوم رجب بحة.. والأهلي بعد الهزيمة من صن داونز

لم يتوقف عبقري زمانه “مرتضى منصور”، عند هذا الاكتشاف العظيم.. بل زَعم أن المواطن رجب بحة (من محافظة الفيوم)، ساحر يتولى تسخير الجن الأحمر، ضد فريق ناديه، لصالح الأهلي، وأن عفاريت رجب بحة، دافعوا عن الأهلي وحالوا دون خسارته لأي مباراة في الموسم الحالي (بحسب مرتضى).

“الرئيس المعزول للزمالك”، في تصريحاته الشاذة التي لا يجوز لرئيس نادٍ عريق بحجم الزمالك أن يتلفظ بها تلميحا أو تصريحا، أخبرنا بأن مواطنا فيوميا أرسل إليه رسالة بهذا المعنى على تطبيق التراسل الفوري واتساب، مع صورة للساحر المزعوم “بحة”. في سرده للدلائل التي “يتوهمها”، أفاد بأن الأهلي لم يخسر أي مباراة منذ هزيمته من فريق صن داونز الجنوب إفريقي، في إشارة إلى خسارة الأهلي بهدفين مقابل خمسة أهداف لصن داونز (11 مارس/ آذار)، وهذه معلومة صحيحة.. لكن، هذه المكاسب للأهلي -بعد الهزيمة- ليست نتيجة مبنية على السحر الأسود.

لاعبو الأهلي.. أم فريق الجن الأحمر

منطقيًّا، فإن إدارة الأهلي وطاقمه الفني انتفضوا لهزيمة فريقهم من صن داونز، وبحثوا أسبابها بعقلانية وتفكير سليم، اعترافًا بالمشكلة، ثم مداواة أوجه القصور، سواء تدريبا، أو تعديلا للتشكيل أو خططا للعب، فكان طبيعيا، بعدها، أن تتالى انتصارات الأهلي، وبطولاته، بالعرق والمران والتخطيط السليم، وليس بـ”الدجل والشعوذة”.

إذا ذهبنا مع هذه الهرتلة (كلام لا معنى له) لـ”مرتضى”، مجاراةً لهذه التخاريف، فإن علينا إلغاء عقولنا، والعودة إلى نمط التفكير السائد في قرون سحيقة مضت، ونتوهم معه، أن “مجموعة من العفاريت الزُّرق” بما تمتلكه من قوة خارقة، كونت فريقا؛ وانتحلت شخصيات “لاعبي الأهلي”، وحققت الانتصارات المتتالية، بعد تلبّس صورهم (وجوها وأجسادا)، ولعِبت المباريات بدلا منهم. تناسى الرئيس المعزول للزمالك، أنها ليست المرة الأولى ولا الثانية ولا حتى الخامسة التي يفوز فيها الأهلي بـ”بطولة الدوي المصري” (43 مرة، منذ عام 1948، مقابل 14 مرة للزمالك)، وكذلك دوري أبطال إفريقيا (11 بطولة مقابل خمسة للزمالك)، وغيرهما.

 لماذا يتراجع الزمالك؟ الخطيب ومرتضى منصور وفرق الإدارة

هذا الذي قاله “مرتضى منصور” يثير العديد من القضايا، أولها أنه مسؤول عن تراجع أداء الفريق؛ فهو لا يكُف عن التدخل في “المسائل الفنية” للفريق، مُثيرا للضجة على مواقع التواصل، والتعريض أحيانا ببعض لاعبي فريق ناديه، ورميهم باتهامات مُسيئة، وإقصائهم، وإثارة المشكلات هنا وهناك مع منافسي النادي.

هذه الأجواء المزعجة وكثرة التصريحات الزاعقة لصاحبنا منصور، عبر شاشة فضائية النادي، والصفحات الشخصية له، تخلق بلا جدال، بلبلة لدى جمهور “النادي”، وارتباكا داخليا شديدا، وتخبطا للفريق، فهذه الطريقة للإدارة، وصفة ممتازة للفشل، وحتمًا تؤثر بالسلب في أداء الفريق، فيكون التراجع نتاجا طبيعيا لممارسات “منصور”، ولا سيما أنه يخلط بين ذاته والنادي، وكأنهما شيء واحد، ولا يجد من يتصدى له. بالمناسبة “الكابتن محمود الخطيب”، وهو عالم بقواعد لعبة كرة القدم، وممارس سابق لها ومتمكن.. هل سمعناه يدلي بتصريحات بشأن الأمور الفنية لفريق الأهلي، أو يتدخل فيها أو هاجم لاعبا في فريقه أو منافسا له؟.. هنا الفرق في الإدارة بين الأهلي والزمالك، واستحقاق الأول للبطولات.

التفسير التآمري.. والتهرب من الاعتراف بالفشل.. وعفاريت عامل البناء الفيومي

“الرئيس المعزول للزمالك”، إذن بمزاعمه عن السحر والشعوذة، يُحرر نفسه، ومجلسه، والإدارة الفنية للفريق من مسؤولية إخفاقات الفريق، وبدلا من وضع أزمة الفريق على بساط البحث لحلها اختار الاحتماء بـ”نظرية التفسير التآمري”، وملخصها أن سبب المشكلة الراهنة هو تآمر قوى خارجية عن “النادي” تدفعه إلى الوراء.

منصور، وهو يتهرب من الاعتراف بالفشل في إدارة النادي، اعتصاما بـ”التفسير التآمري” لمشكلة الفريق، استدعى “الخرافات” والسحر الأسود والجان، بواسطة الرجل الفيومي البسيط عامل البناء “رجب بحة”، الذي أيقظوه من نومه، ليجد نفسه في مرمى سهام مرتضى منصور القاتلة (معنويا)، ومسؤولا عن فشل فريق الزمالك في انتزاع البطولات. خطورة هذا الطرح لمنصور، هو ترويجه لهذا النوع من “التفكير الخرافي”، الذي لا يعالج أي مشكلة، بل بالعكس يزيدها تفاقما وتضخما، فإذا كان المتهم هو الجن الأحمر والعفاريت الزرق، فهذه قوى خيالية خارقة وغير مرئية، ويصعُب عمليا التحقق بشأنها من “مزاعم منصور”، أو ترويضها. هكذا أزاح صاحبنا المشكلة عن كاهله، وأراح نفسه وناديه من أعباء التعاطي الجدي والسليم معها.

يثير الحُزن والأسى على حالنا، أن العاملين بالنادي والمشجعين المتعصبين له، أو بعضهم، سيعتنقون هذا النوع من التفكير الرديء، ويتعاملون مع مشكلاتهم، فنية كانت، أو صحية، أو حياتية، بنفس الطريقة، ويصبحون أسرى لـ”الوساوس القهرية” التي لابد أن تتسلط عليهم، بأنهم ضحايا للسحر والشعوذة والجن الأحمر والعفاريت الزرق.

نسأل الله السلامة والرشاد لنادي الزمالك العريق.

المصدر : الجزيرة مباشر