عالم مجنون

إلى أين تسير البشرية؟ بدأت التغييرات المجتمعية مع انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وتحوّل العالم إلى قرية صغيرة حرفيًّا وليس كما كنّا نظن منذ بداية القرن الحالي بأنّها مجرد طرفة، أو على أقل تقدير شطحة من شطحات خيال العلماء. صار العالم مخيفًا ومجنونًا خاصة بعد دخول الذكاء الاصطناعي على الخط. لكنّ القضية ليست مقتصرة على الذكاء الاصطناعي مالئ الدنيا، وشاغل الناس في هذه الأيام، بل تتجاوزه إلى تفاصيل كثيرة في حياتنا، أهمها السيطرة على الأطفال من قِبَل مؤسسات الدولة.

نأتي في البداية إلى تأسيس حركة “النسوية” التي أسستها عائلة روكفلرز ونشرت إعلاناتها في الصحف والتلفزيون، وقد قال المسؤول عنها: “لقد صنعنا حركة تحرير المرأة وروَّجنا لها لسببين: الأوّل لأننا قبل حركة تحرير المرأة وأخذ حقوقها لم نكن نستطيع فرض الضرائب على نصف الأمة!

السبب الثاني: يمكننا بعد تحريرها إدخال الأطفال إلى المدارس في سن مبكرة، كما يمكننا التحكم في تفكيرهم، وبذلك نستطيع التفريق بين الأطفال وعائلاتهم، سيبدأ الأطفال بالنظر إلى الدولة على أنّها أسرتهم”.

تطورت الأمور إلى سيطرة تامة للدولة على حياة الأطفال، وسلخهم عن الأسرة بإعطائهم الحق في الانتقال إلى أسرة بديلة إن لم تعاملهم أسرهم بشكل يرضون عنه. مفهوم الجيد والسيئ ليس مطروحًا على الإطلاق. المهم أن يرضى الطفل عن أهله فإن لم يفعل فله الحق بتقديم شكوى ضدّهم، والانفصال عنهم!

السوشيال وسرقة الأطفال

ومع أنّ الشرطة في الغرب -وخاصة في السويد- تدّعي أنّها تأخذ الأطفال من أهلهم نتيجة العنف الأسري والمعاملة السيئة إلّا أنّ ذلك كلّه كذب وادّعاء لتغطية الوجه الحقيقي للتصرف العنصري ضدّ اللاجئين الذين لم تكن الدولة راغبة في استقبالهم، وفعلت ذلك فقط لأجل الأطفال. الدولة تريد الأطفال فقط، تتبناهم، وتجعلهم يندمجون داخل المجتمع، وينسلخون عن ماضيهم وهويتهم. أوربا أو الغرب العجوز عمومًا يحتاج إلى دماء جديدة ترفد المجتمع بالقوة العاملة والعقول المفكرة، وتضمن استمراريته. فإن بقي هؤلاء الأطفال مع أسرهم سينشؤون بطريقة لا ترضى عنها الدولة وقد تؤثر مستقبلًا في موازين القوى المجتمعية لتلك الدول. ليس هذا فقط، بل ستتغيّر بنية المجتمع بشكل عام، وهم يريدون أن يجعلوا الأطفال أبناء الدولة!

تدريس الجنس لأطفال الروضة

كثرت الفيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي التي يظهر فيها آباء في الغرب يحتجون على تدريس الجنس في رياض الأطفال، حتّى أنّ أحدهم قدّم شكوى، وحين مثل أمام هيئة المحكمة، قرأ بعضًا مما جاء في الكتب المدرسية لكن الحاضرين أوقفوه محتجين على الابتذال الذي ينطق به! لم يستطيعوا سماع ما كُتب مع أنّهم وافقوا على تدريسه!

الدعايات الموضوعة على ملابس الأطفال الرضع

ظهرت أم أمريكية في فيديو على مواقع التواصل تتحدث عن فرض ثقافة الشواذ برعاية حكومية متعمدة! وتدعو لمقاطعة “تارغت” الفيديو مصوّر داخل متجر لبيع ملابس الأطفال. كانت تعرض الملابس، وما كتب عليها أمام الكاميرا.

(هذا قسم الأطفال، هل تمزحون معي؟ انظروا بأنفسكم. إنّهم يضعون أشياء غريبة ومخيفة. إنهم يستهدفون الأطفال شئنا أم أبينا وقد حان الوقت لينتفض الناس. ملابس لطفل في عمر سنة، مكتوب على البطاقة: “فخر المثليين”.

الأم ترى أنّ هذه العبارة لا تستقيم مع عبارة “طفل”. ملابس أخرى كتب عليها “مسرور جدًا لأنّك شاذ”. وآخر كتب عليه: “مصمم خصيصًا لإخفاء الأعضاء الذكرية”.

هناك الكثير من الجدل حول الشواذ، لكنّها ظاهرة تحتاج إلى حلول حاسمة، فهي محاولة لتشويه الإنسان وتسليعه وتحويله إلى شيء لا يعرف ماهيته. لم يقتصر الأمر على تحوّل الذكور إلى إناث وتحوّل الإناث إلى ذكور، بل هناك موجة جديدة ككلّ صرعات الموضة تدعو البشر للعيش بما يحسونه، بمعنى أنّك لو شعرت بأنّك بقرة فلتحيا حياة بقرة، وإن شعرت أنك كلب يمكنك التحوّل إلى كلب!

وقد ظهر مقطع فيديو لسيدة أجنبية تعترض على تعيين أستاذ شاذ في مدرسة ابنها. ارتدت السيدة لباس قطة وبدأت حديثها “أنا قطة، مياو مياو” أنا لست امرأة ترتدي زي قطة، بل أنا قطة!

لنصوت برفع الأيدي، كم شخص منكم يعتقد أني قطة؟ لا أحد! لأنّك لست غبيًا وهؤلاء الأطفال ليسوا أغبياء ليعتقدوا ذلك. فإن اعتقدت أني قطة فأنت لا تميّز الحقيقة من الخيال. نظرة واحدة إليّ ستعرف أني لست قطة إنما امرأة تتنكر بزي قطة. فإن اعتقدتُ أني قطة فأنا أعاني من اضطراب عقلي. وإذا كنت أعاني من اضطراب عقلي هل من الآمن أن أكون مع الأطفال وحولهم، وآخذ قرارات حاسمة حول رفاهية الأطفال وتعليمهم؟ الزي لن يجعلني قطة كما لن يجعل الكعب العالي وأحمر الشفاه والشعر الطويل الرجل امرأة.

الآباء والأمهات في الغرب بدؤوا بإطلاق ناقوس الخطر ومحاربة تلك الظواهر المسيئة لأبنائهم. فماذا سيفعل اللاجئون العرب في أوروبا؟ وما مصير آلاف الأطفال “السوريون” تحديدًا ممن اختفوا في القارة الأوروبية بعد موجة اللجوء منذ عشر سنوات إلى الآن، والذين سحبتهم الشرطة من أسرهم بحجة سوء المعاملة والعنف الأسري؟

الأفق مسدود كما تشير الاحصائيات العالمية، فالغرب يعتمد على شريحة غير واعية يمكن السيطرة عليها بسهولة، وذلك عبر خطة مدروسة، وممنهجة، وخبيثة للسيطرة على العالم.

المصدر : الجزيرة مباشر