“مرتضى منصور”.. فعلتها امرأة وكتبت له نهاية مُظلمة خلف قضبان السجن

فعلتها امرأة قوية وشُجاعة، وكتبت نهاية سيئة لرئيس نادي الزمالك المصري (المعزول) مرتضى منصور.. قادته إلى مصير مُظلم بين جدران السجن في خريف العمر (71 عاما).. عقابًا له على سبّها وقذفها عبر صفحاته الإلكترونية. المديرة العامة بجهاز المحاسبات لمياء خيري لم ترض بالإهانة، التي مارسها ضدها “منصور”، بالإساءة إليها سبًّا وقذفًا على صفحاته التواصلية، الذائعة الانتشار بين الملايين، لمجرد أنها تؤدي دورها الوظيفي بالرقابة المالية على أموال نادي الزمالك. تصدت له، متسلحة بالحق والثقة بالنفس، وروح التحدي، والصبر.. قدمت بلاغا إلى النيابة العامة، رافضة الإهانة والاستسلام، ودور الضحية أو المستضعفة، أمام جبروت منصور، وحضوره الإعلامي الطاغي.. لم تهتز لما يُشاع حوله من شموله بحماية جهات أو أشخاص نافذين في الحكومة. امتلكت الإرادة، والاعتزاز بكرامتها، والعزم على انتزاع حقها، بالقانون، فكان لها ما أرادت، وجلبت له حكما بالحبس ستة أشهر، وغرامة 20 ألف جنيه.

سنة حبس أخرى واجبة النفاذ.. وانعدام فرص

الصلح مع الخطيب والمديرة العامة بالمحاسبات

من سوء طالع “منصور”، أن هذا الحكم الجنائي الذي جلبته له لمياء خيري، يترتب عليه تنفيذ “حكم سابق” ضده بالحبس سنة مع الإيقاف، وهو الحكم المؤيد من محكمة النقض قبل أشهر، والصادر عقابا له في إحدى دعاوى السبّ والقذف المقامة من رئيس النادي الأهلي الكابتن محمود الخطيب. ذلك أنه بحسب القانون، فإن “وقف التنفيذ” مشروط بألا يصدر حكم نهائي ضده بالحبس طوال السنوات الثلاث (مدة الإيقاف)، وبصدور الحكم الجديد أمس، وهو “نهائي” لصالح لمياء خيري، فقد سقط الشرط اللازم لاستمرار إيقاف تنفيذ عقوبة “الحبس سنة”، وأصبح واجب النفاذ. “منصور” صار إذن محكوما عليه الآن بالحبس مدة عام ونصف.. ذلك أن الحكم الأخير الصادر أمس (الاثنين) بحبسه ستة أشهر، “نهائي” واجب النفاذ؛ وليس له استئناف، فهو صادر من محكمة “جنايات”، ولا يحق له سوى الطعن أمام محكمة النقض خلال 60 يوما (الطعن، لا يترتب عليه وقف تنفيذ الحكم).. ومن ثم، فالحكم بحبسه لمدة عام الموقوف تنفيذه، صار واجب النفاذ فورا. ومما يزيد تعقيد حالة “منصور”، أن فُرص الصلح بشأن الحكمين الواجبي النفاذ (ستة أشهر + سنة)، منعدمة تماما، سواء مع المديرة العامة بجهاز المحاسبات، أو رئيس النادي الأهلي.. ليس لرفضهما الصلح مع منصور، إذا أراد، بل يرجع السبب إلى قانون الإجراءات الجنائية (المادة 10)، الذي يتيح الصلح في جرائم السب العلني حتى صدور حكم نهائي. أما وقد صدرت أحكام نهائية في الدعاوى، فليس هناك أيّ مجال للصلح.

 

ملاحقة لمياء خيري بالسب والقذف والتشهير..

والنهاية السوداء خلف القضبان

عودة لقضية المديرة العامة بجهاز المحاسبات السيدة لمياء خيري، التي كتبت هذه النهاية السوداء لـ”مرتضى منصور”، وقادته وهو على أعتاب سنوات أرذل العُمر، لتلقي به خلف القضبان، فقد فتحت عليه أبواب الجحيم، بصدور الحكم، بحبسه ستة أشهر، وتغريمه 20 ألف جنيه. ترجع جذور هذه القضية إلى عام 2021، إذ يختص جهاز المحاسبات بفحص ومراجعة ومراقبة الشؤون المالية لمؤسسات الدولة، والنوادي الرياضية والجمعيات الأهلية وما شابهها. في هذا السياق، فإن لمياء خيري بصفتها مديرة عامة بجهاز المحاسبات، ورئيسة للجنة من موظفي الجهاز، قامت بأعمال المراجعة لحسابات نادي الزمالك وتصرفاته المالية للوقوف على سلامة هذه التصرفات أو عدمها، وإعداد تقرير بنتيجة الفحص لكون النادي يقع في دائرة اختصاصها الوظيفي. انطوى التقرير على مخالفات منسوبة للنادي، وهو ما أثار حفيظة رئيسه مرتضى منصور، فهاج وماج، وراح من آن إلى آخر، في الفترة من إبريل/ نيسان، حتى ديسمبر/ كانون الأول عام 2021، يلاحق “لمياء خيري”، سبًّا علنيًّا بواسطة النشر على حساباته الإلكترونية (صفحته على فيس بوك، وقناة يوتيوب الخاصة به)، وتشهيرًا وقذفًا متهمًا إياها بالرشوة، والتلاعب بالتقارير لصالح ممدوح عباس، ومُهددًا، ومتوعدًا بأن لديه فضائح وتسجيلات. لم تهتز السيدة أو تأبه لصراخ “منصور”، ووعيده، وتقدمت ببلاغ للنيابة المختصة. باشرت النيابة التحقيق، ووجهت إلى مرتضى منصور ثلاث تهم هي قذف المجني عليها (لمياء خيري) بسوء نية، بأن أسند إليها أمورا تُعاقب عليها قانونا إذا كانت صحيحة، وتجلب لها الاحتقار، وقام بسبها بألفاظ وكلمات خادشة للاعتبار، وعمد إلى إزعاجها، وذلك لقيامها بأداء “واجباتها الوظيفية”. وبسببها أُحيل “منصور” متهما بهذه الاتهامات إلى المحاكمة الجنائية، أمام المحكمة الاقتصادية (جنايات)، فأصدرت حكمها بحبسه ستة أشهر، وتغريمه 20 ألف جنيه.

سيديهات لا وجود لها في الواقع..

وتوظيف قناة وصفحات الزمالك

“مرتضى منصور من مواليد حي شبرا- القاهرة، وهو نائب سابق بالبرلمان، ورجل قانون، يمتهن المحاماة، منذ سنوات طويلة، وقبلها عمل لفترة قصيرة في النيابة العامة، قبل أن يُفصل منها. اعتاد “منصور” العراك كثيرا وتخويف من حوله، واستعراض ملكاته وقدراته “سبًّا بأقذع الشتائم والصفات، وقذفًا بوقائع لا أساس لها، وتهديدا وترويعا بسيديهات لا وجود لها في الواقع، لكل من لا يروق له، أو تلقي به المقادير في طريقه. في سبيل معاركه التي لا تنتهي.

وفضلًا عن صفحاته الرسمية، لم يتردد مرتضى منصور في توظيف قناة وصفحات نادي الزمالك، التي تحظى بمشاهدات فائقة بالملايين، في هذه المعارك، دون رادع من المجلس الأعلى للإعلام المنوط به ضبط الممارسات الإعلامية.

تحية إعزاز وتقدير مستحقة للمديرة العامة بجهاز المحاسبات السيدة لمياء خيري.. إذ كتبت نهاية سيئة لهذه الظاهرة الشاذة المسماة “مرتضى منصور”، كأنها أرادت الثأر ليس فقط لكرامتها.. بل لكل النساء اللاتي أساء إليهن مرتضى منصور خلال مسيرته، وكان لها ما أرادت.

المصدر : الجزيرة مباشر