نيويورك تايمز: الكرة انتقلت إلى ملعب إيران في انتظار قرارها

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أثناء زيارته لقاعدة بحرية عسكرية في بند عباس
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أثناء زيارته لقاعدة بحرية عسكرية في بندر عباس (رويترز)

قالت صحيفة نيويورك تايمز، اليوم السبت، إنه في الوقت الذي تقوم فيه كل من الولايات المتحدة وإيران بتقييم حجم الضرر الذي تسببت فيه الضربات الأمريكية على 85 هدفًا في العراق وسوريا، فإن “الكرة الآن في ملعب إيران، وقرارها المنتظر لتحدد ما إذا كانت سترد على الضربات الأمريكية أم تختار خفض التصعيد”.

وأضافت الصحيفة أن الرهان لدى واشنطن وحلفائها أن إيران سوف تلجأ إلى خفض التصعيد، إذ ليس من صالحها الدخول في مواجهة مع قوة أكبر والتعرض للأخطار التي يمكن أن تسببها مثل هذه المواجهة.

غير أنه ليس من الواضح حتى الآن، كما تشير الصحيفة، ما إذا كانت الجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق وسوريا “التي شنت بالوكالة عن إيران عشرات الهجمات على القواعد والسفن الأمريكية، وتعتمد على إيران في التمويل والتسليح والمعلومات الاستخبارية، ستقرر أن من مصلحتها التراجع”.

وأكد المسؤولون الأمريكيون بعد الضربات أنه لا توجد قنوات خلفية للتواصل مع طهران في الوقت الحالي، ولا اتفاق على أن تتجنب واشنطن ضرب الأهداف العالية القيمة من الناحية العسكرية، مثل مواقع الصواريخ ومنصات إطلاق المسيّرات.

مقتل جنود أمريكيين في الأردن دفع بايدن لتنفيذ ضربات انتقامية في سوريا والعراق
مقتل جنود أمريكيين في الأردن دفع بايدن إلى تنفيذ ضربات انتقامية في سوريا والعراق (ر ويترز)

رد فعل إيران الأوّلي

ووصفت الصحيفة رد فعل إيران الأولي على الضربات الأمريكية بأنه “معتدل بشكل ملحوظ”، إذ وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم السبت، الضربات بأنها “خطأ استراتيجي آخر من جانب الحكومة الأمريكية لن يؤدي سوى إلى زيادة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”.

وعلى الجانب الآخر، تعامل الرئيس الأمريكي جو بايدن بحذر مع الضربات التي وجهتها جماعات مسلحة لموالية لإيران في العراق وسوريا إلى القوات الأمريكية، غير أن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة عشرات آخرين بعد استهداف مواقعهم في الأردن بطائرة مسيّرة أجبره على تغيير موقفه، حسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين.

وعقب الهجوم على القوات الأمريكية بالأردن في 28 يناير/كانون الثاني المنقضي، كان من المتوقع أن يأمر بايدن بضربات انتقامية، لكنه اختار قصف منشآت ومراكز قيادة للجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق وسوريا “دون تهديد النظام الإيراني بشكل مباشر”.

وذكرت الصحيفة أنه منذ خمسة أشهر فقط كانت الأمور هادئة في الشرق الأوسط، وكانت إدارة بايدن تأمل التركيز على المنافسة مع الصين والحرب في أوكرانيا.

غير أن إدارة بايدن تواجه ضغوطًا الآن بسبب هجمات الحوثيين على سفن أمريكية في البحر الأحمر، والخوف من تصعيد هذه الهجمات في حال توسيع رقعة المواجهة مع إيران وحلفائها.

وفي الوقت نفسه، هناك ضغوط على بايدن في ظل سباق الرئاسة الأمريكية في العام الجاري، إذ يوجه الجمهوريون -وعلى رأسهم الرئيس السابق دونالد ترمب- انتقادات حادة لسياسة بايدن تجاه إيران وحلفائها، ويقول إنها تتسم بالضعف.

المصدر : نيويورك تايمز