احتفالات المسلمين بالعيد تظهر حضورهم القوي في المجتمع البريطاني

استقبل المسلمون في بريطانيا عيد الفطر هذا العام بمظاهر وعادات يتمسكون بها منذ زمن طويل، وذلك على تنوع خلفياتهم الثقافية، سواء كانوا عربًا أو آسيويين أو من أعراق أخر.

وأدى عشرات الآلاف صلاة العيد في المساجد والساحات والملاعب، رغم غزارة الأمطار، ورغم أن عيد الفطر ليس عطلة رسمية في بريطانيا، في مشهد يبرز الحضور القوي لنحو 4 ملايين مسلم ومسلمة في هذا البلد.

وتزامن عيد الفطر هذا العام مع عطلات المدارس، ما أعطى العائلات المسلمة الفرصة للاستمتاع بأجواء العيد مع أبنائهم وأقاربهم.

وتأتي صلاة العيد في المساجد الرئيسة أو الصغيرة في أنحاء البلاد جميعها في مقدمة أهم مظاهر عيد الفطر في بريطانيا، وذلك في إطار حرص المسلمين على غرس هذه القيم في نفوس صغارهم وتعويدهم عليها، وبعد التأكد من رؤية هلال شهر شوال، تجري الاستعدادات في كل منطقة لتجهيز الساحات المتاحة لاستقبال المصلين إذ تقام الصلاة عادة في المتنزهات المنتشرة بالأحياء جميعها في بريطانيا.

مظاهر العيد في لندن

ويعد مسجد لندن المركزي من أكثر الأماكن المفضلة للمسلمين في العاصمة البريطانية لأداء صلاة عيد الفطر، مثلما هو الحال في صلاة التراويح خلال شهر رمضان، نظرًا لاتساعه لآلاف المصلين، وإقامته الصلاة وخطبة العيد في أكثر من وقت في الصباح ليناسب أكبر عدد من المصلين.

وشهد المسجد، الأربعاء، توافد آلاف المصلين منذ ساعات الصباح الأولى لأداء صلاة العيد التي أقيمت في 4 أوقات مختلفة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المصلين.

كما شهد مسجد شرق لندن، أحد أكبر المساجد في العاصمة، توافد الآلاف من الفئات العمرية كلها للمجتمع المسلم لأداء صلاة العيد.

صلاة العيد في الحدائق والملاعب

ولا تقتصر صلاة العيد في بريطانيا على المساجد، إذ بدأ عدد من الأندية الرياضية في السنوات الأخيرة فتح أبوابها للمسلمين لأداء صلاة العيد، ومن بين هذه الأندية، نادي “ترانمير روفرز” في مدينة “بيركينهيد” غربي إنجلترا، الذي استضاف للعام الثاني على التوالي مئات من المصلين على أرض ملعبه لأداء صلاة العيد بالتعاون مع مسجد “ويرال دين”، ويعد ثاني الأندية البريطانية التي تفتح أبوابها للمجتمع المسلم لأداء صلاة العيد.

وقال إبراهيم سيد، المسؤول بمسجد “ويرال دين” لوكالة الأنباء القطرية، إن أداء الصلاة بأرض نادي “ترانمير روفرز” “أمر رائع، نظرًا لأن النادي في مركز اهتمام سكان المنطقة كلها، لذا جاء مسلمون من كل حدب وصوب ليس من منطقة “ويرال” فقط، وإنما من منطقة “ميرسيسايد” المجاورة أيضًا لأداء صلاة العيد”.

تجمع كبير للمسلمين في برمنجهام

ومن بين أهم المدن البريطانية التي تشهد تجمعات كبيرة في صلاة عيد الفطر مدينة برمنجهام الواقعة وسط إنجلترا، التي تعيش فيها واحدة من أكبر الجاليات المسلمة في المملكة المتحدة، ويقدر عددها بنحو 300 ألف مسلم.

وتعد صلاة العيد في المدينة مناسبة مبهجة للمسلمين الذين يتوافدون ليحتفلوا معًا ولقضاء الوقت مع عائلاتهم والصلاة في جماعة، ومن ثم تنظم فعاليات للأطفال مثل مباريات “الكريكت” التي تشتهر بها المقاطعة.

وتقام صلاة العيد في برمنجهام عادة في متنزه “سمول هيث” بالمدينة، الذي يتسع لنحو 100 ألف مصل، وهو أكبر عدد لتجمع مصلين بصلاة واحدة في أوروبا، لكنها ألغيت في المتنزه نظرًا لهطول الأمطار بغزارة.

وقال محمد سعيد، رئيس أمناء مسجد “سمول هيث” لوكالة الأنباء القطرية، إن قرار إلغاء الصلاة في المتنزه كان قرارًا صعبًا، ولكننا اضطررنا لإقامتها 5 مرات في أوقات متتالية داخل المسجد لاستيعاب آلاف المصلين.

ولا تقتصر مظاهر الاحتفال بالعيد وطقوسه في لندن على الصلاة في المسجد والتجمع في الساحات العامة فقط، بل يمتد أيضًا إلى المراكز التجارية الكبرى، ومن بينها مركز “ويستفيلد”، وهو الأكبر والأشهر في العاصمة، حيث يستضيف “مهرجان العيد” الذي تباع فيه الأطعمة الحلال والأزياء الإسلامية والعربية التقليدية، وتقام الألعاب الترفيهية للأطفال والكبار مثل الرسم على الوجه والحناء التي تشهد إقبالًا كبيرًا.

ويترقب المسلمون أحد أكبر احتفالات العيد في العاصمة، في العشرين من شهر إبريل/نيسان الجاري، حيث تستضيف لندن برعاية عمدتها صادق خان، وهو أول عمدة مسلم للعاصمة البريطانية، الاحتفال في ميدان “الطرف الأغر” في قلب لندن.

ويشمل الاحتفال أداء لفرق إنشادية، واستعراضًا لملابس العيد التقليدية في البلاد الإسلامية، وعروضًا للفن الإسلامي، ومأكولات العيد المميزة للبلدان الإسلامية.