حذر من كارثة إنسانية.. مدير الصليب الأحمر: إجلاء المدنيين من رفح غير ممكن

الحزن والمعاناة يحاصران النازحين في رفح
الحزن والمعاناة يحاصران النازحين في رفح (رويترز)

حذر مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن إجلاء اكثر من مليون مدني من رفح “غير ممكن”، في وقت تتوعد إسرائيل بشن هجوم بري على هذه المدينة في أقصى جنوب قطاع غزة.

وقال فابريزيو كاربوني مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر على هامش مؤتمر للمساعدات في دبي “لم نرَ إلى الآن أي خطة إجلاء للمدنيين” من رفح.

وأضاف لفرانس برس “حين نرى حجم التدمير في وسط (قطاع غزة) وشماله، لا يمكننا أن نحدد المكان الذي يمكن أن ينقل إليه الناس، وأين يمكن أن تكون لهم ملاجىء لائقة مع خدمات أساسية”.

وتابع “اليوم إذن، في ظل المعلومات التي لدينا، فإن تنفيذ عملية إجلاء كبيرة أمر غير ممكن”.

وقال كاربوني “لا يمكن تنفيذ عملية عسكرية لا يمكن بأي حال من الأحوال من دون تداعيات إنسانية كارثية، وذلك بالنظر إلى حجم الدمار وتعب الناس كون بعضهم مصابا أو مريضا، وبالنظر إلى صعوبة الحصول على الغذاء والخدمات الأساسية”.

لا يمكن نقل أكثر من مليون نازح في رفح (رويترز)”تداعيات إنسانية كارثية”

وتضيق المدينة في الوقت الراهن بمليون ونصف مليون شخص بين سكان ونازحين يواجهون ظروفا إنسانية مأساوية.

وتبدي العديد من العواصم الغربية والمنظمات الإنسانية قلقها حيال التحضيرات الإسرائيلية القائمة لعملية رفح، التي تؤكد تل أبيب أنها المعقل الأخير لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه يدرس “سلسلة إجراءات ينبغي اتخاذها استعدادا للعمليات في رفح، وخصوصا إجلاء المدنيين”.

“لا مكان آمنا في غزة”

يان إيغلاند الأمين العام للمجلس النروجي للاجئين يرى أن هجوما بريا على رفح التي تحولت إلى “أكبر مخيم للنازحين في العالم”، سيؤدي إلى “وضع مخيف”، وَفق تعبيره.

وقال لفرانس برس في دبي “ليست هناك أي معلومة (عن عملية الإجلاء)، لم يحصل أي تشاور مع الشركاء الإنسانيين”.

وأوضح إيغلاند أن ما تسمعه المنظمات الإنسانية مُفاده “أن نتنياهو يقول إنه يريد شن الهجوم، ولكن لا خطة عن المكان الذي سيذهب إليه المدنيون، ولا عن كيفية إيصال المساعدة، ولا عن كيفية تأمين وصولها”.

وأضاف “ليس هناك مخزون، ليس هناك وقود، والأهم من ذلك أنه ليست هناك سيولة. لا يوجد مال، لا يمكننا دفع رواتب موظفينا”.

وأشار إلى أن الفلسطينيين الذين عادوا إلى مناطق غزة الشمالية في الأسابيع الأخيرة “ينتظرهم الركام… وعبوات غير منفجرة، وفي حالات كثيرة مزيد من القصف”، مضيفًا “لا مكان آمنا في غزة إذا غادر الناس رفح”.

وأسفرت الحرب في غزة عن أكثر من 34 ألف شهيد، أغلبهم من النساء والأطفال، وأكثر من 77 ألف مصاب، وذلك وَفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

المصدر : الفرنسية