غياب قسري لفعاليات يوم الأرض في القدس.. اقتحام الأقصى واقتلاع عشرات من أشجار الزيتون بالضفة (فيديو)

"يوم الأرض" في القدس.. حضور بالذاكرة وغياب قسري للفعاليات (غيتي)

اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحماية مشددة من قوات الاحتلال، ونفذوا جولات استفزازية فيها.

يأتي ذلك بينما تحل اليوم الذكرى الـ46 ليوم الأرض التي توافق الثلاثين من مارس/آذار من كل عام، والقدس المحتلة تئن تحت وطأة التهويد و”الأسرلة” وسط اشتداد الهجمة الاستيطانية على الأرض الفلسطينية بهدف تهويد المدينة المقدسة وتحويل الوجود الفلسطيني فيها إلى مجرد أقلية تعيش في مناطق معزولة محاطة بالمستوطنات.

وتغيب مظاهر إحياء هذا اليوم قسرًا عن العاصمة المحتلة، فقد كان آخر مرة تُحيَى فيها هذه الذكرى عام 2015، حين انطلق المقدسيون في مظاهرة من باب العامود وسط مشاركة شعبية ورسمية حاشدة.

القدس في “يوم الأرض”

ويحلّ يوم الأرض وأهالي القدس المحتلة يكتوون بنار الاستيلاء على أراضيهم وعقاراتهم منذ عقود. وما زالوا يرزحون تحت قرارات الاستيلاء على الأراضي التي باتت كابوسًا يطاردهم منذ 55 عامًا.

واستولت إسرائيل منذ عام 1967 حتى الآن على 35% من أراضي شرقي القدس بحجة استخدامها “للمصلحة العامة”، وصُنّفت 87% من المساحة المتبقية أراضي خضراء يُمنع البناء عليها، وبذلك بقيت مساحة الأراضي المخصصة للبناء للمقدسيين 13% فقط.

وفي الفترة الواقعة بين عامي 1968 و1970 تم الاستيلاء على ما مجموعه 17 ألف دونم من أراضي القدس لإقامة المستوطنات، ومقابل ذلك بُنيت داخل حدود بلدية الاحتلال 15 مستوطنة يعيش فيها الآن 230 ألف مستوطن شرقي القدس، وفق دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية.

وكان بناء جدار الفصل العنصري منذ عام 2002، أداة إضافية للسيطرة على مزيد من الأراضي، وفي القدس شكل الجدار فاصلًا بين العاصمة الفلسطينية وامتدادها الجغرافي مع الضفة.

ويهدد خطر التهجير القسري نحو ألفي مقدسي في حي الشيخ جرّاح، ونحو 7500 فرد يعيشون في 6 أحياء ببلدة سلوان الحاضنة الجنوبية للمسجد الأقصى.

ووفقا للجهاز المركزي للإحصاء، في بيان لمناسبة الذكرى الـ46 ليوم الأرض، فقد صدّقت سلطات الاحتلال خلال 2021 على بناء أكثر من 12 ألف وحدة استيطانية أغلبيتها في القدس، في الوقت الذي قامت فيه بهدم أكثر من 300 مبنى وأصدرت قرارات هدم لأكثر من 200 مبنى، بجانب التصديق على مشروع للاستيلاء على 2050 عقارًا فلسطينيًّا على مساحة تُقدَّر بنحو 2500 دونم خلال عام 2021.

وفي حيَّيْ الشيخ جراح وسلوان شرقي القدس، عززت سلطات الاحتلال جهودها للاستيلاء على منازل الفلسطينيين وطرد سكانها الذين يقطنون هناك منذ فترة طويلة. وفعلوا ذلك بموجب قانون تمييزي أيدته المحاكم الإسرائيلية، يسمح لهذه الجماعات بمتابعة مطالبات لأراضٍ تزعم أن اليهود كانوا يمتلكونها في القدس قبل عام 1948.

قطع عشرات أشجار الزيتون

وفي الضفة الغربية، قطع مستوطنون اليوم 170 شجرة زيتون من أراضي اللبن الشرقية جنوب نابلس، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.

وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، إن مستوطنين قطعوا نحو 170 شجرة زيتون مثمرة من منطقة الرهوات.

وأضاف أن الليلة الماضية شهدت تصاعدًا في الانتهاكات والهجمات من المستوطنين، حيث سُجّل نحو 80 اعتداء على مركبات المواطنين في محيط محافظة نابلس.

وأكد أن المستوطنين أحرقوا مركبة في بلدة عصيرة القبلية جنوب نابلس، محذرًا من تصاعد الهجمات واستهداف المساجد والمنشآت في الأيام المقبلة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية