“مُتنا تحت تلك الشجرة”.. صحفية شهدت اغتيال شيرين أبو عاقلة تتساءل عن محاسبة القتلة (فيديو)

نشرت الصحفية الفلسطينية شذى حنايشة، الأحد، سلسلة تغريدات عبر تويتر، بمناسبة اقتراب الذكرى الأولى لاغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة (51 عامًا)، إذ كانت برفقتها حين استهدفتها رصاصة قنّاص إسرائيلي على مداخل جنين شمالي الضفة الغربية.

وقالت في أولى التغريدات التي أرفقتها بصورة لها وأخرى لشيرين “إذا سألتموني عن حالي، سأخبركم أني أشعر بالغضب، لأنني وشيرين متنا تحت تلك الشجرة ذلك اليوم، هي تنتظر تحقيق العدالة من السماء وأنا أنتظرها على الأرض وفي داخلي خذلان وغضب وقهر يكبر ويزيد بعد كل جريمة تنفذ بحق الفلسطينيين”.

وأضافت شذى “ليس لدي ما يضاف عما ذكرته منذ سنة، لم يتغير شيء صار في بلادي أحداث كثيرة، ولم يحاسب أي جندي على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، مثلما لم يحاسب الجندي الذي قتل شيرين وأصاب زميلي علي واستمر بإطلاق النار نحوي ونحو شريف العزب (الذي مهما قلت عنه لا شيء يجزيه حقه وسأظل ممتنة له بحياتي)”.

وتساءلت الصحفية عن المحاسبة، مغردة “أين الجندي الآن؟ هل هو في جنين، نابلس، طولكرم أو أريحا؟ كم مرة أطلق النار على الفلسطينيين؟ كم قتل منا؟ هل يقف الآن على حاجز بين مدن الضفة ويعيق حركة الناس؟”.

وأفادت الصحفية الفلسطينية أنها بعد سنة “لم تعد تثق في المجتمع الدولي لمحاسبة “إسرائيل” على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وبحق كل ما هو فلسطيني على وجه الأرض”.

وتابعت معبّرة عن غضبها “لا شيء يردع الاحتلال ويعاقبه، ولا يوقفه عند حده، على العكس أصبح يتفنن بأساليبه في قتل الفلسطيني في كل مكان”.

ووجهت شذى حنايشة رسالة إلى المجتمع الدولي، قائلة إن “جريمة قتل شيرين وإطلاق النار نحوها مصورة ومثبتة وفيها كل الأدلة على المجرم ولكن كل ما حدث هو جلسة استماع هنا وبيان استنكار هناك”، واستنكرت قائلة “ثم ماذا؟”، طالبة من العالم ومنظمات المجتمع الدولي أن “يتوقفوا عن الاستنكار والتعاطف مع الفلسطينيين”.

وزادت “لا نريد تعاطفكم، إما أن تبدؤوا بالعمل على محاسبة المجرم، أو تشاهدونا نُقتل بصمت، لأن هذا الاحتلال لن يتوقف عن القتل باستنكار أو تعاطف!”.

وأفادت الصحفية أن الاعتداءات على الصحفيين ما زالت مستمرة وأن القمع متكرر وكذلك الضرب والطرد و”لم يتغير شيء”، وزادت “اذهبوا إلى الصحفيين في الميدان واسألوهم هل تشعرون بالغضب لأنها لم تحقق العدالة لشيرين رغم كل الأدلة على المجرم؟ هل تؤرقكم فكرة أن تقتلوا خلال عملكم ولا أحد يحاسب قاتلكم؟”.

وختمت حنايشة سلسلة تغريداتها برسالة لشيرين قالت فيها “إلى شيرين، بعد سنة على غيابك، أصبحت أقرب منك، أصبحت أراقب كل ما هو مرتبط بك، أتابع وأحب كل من يحبك ويحب الحديث عنك. في غرفتي هنا (في بيروت) صورة لك وأنت مبتسمة، أينما وقفت أراك تنظرين لي بابتسامتك الدافئة، فصرت دائمًا في خيالي بهذه الابتسامة. ذلك اليوم كتب القدر أن نظل معًا وحدنا”.

وفي مقابلة سابقة مع برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، أوضحت شذى كيف استهدفت قوات الاحتلال، بشكل مباشر الصحفيين الموجودين في مكان اغتيال شيرين في جنين، وأطلقت النار عليهم بشكل متعمد.

وتحدثت شذى عن اللحظات الأولى لإصابة شيرين أمام عينيها وقالت “كنت أحاول الوصول لشيرين وأمد يدي لها، وكلما أقترب منها كانت قوات الاحتلال تطلق النار علينا، واستمر إطلاق النار على الشجرة التي كنت احتمي وراءها”، وهو المشهد الذي أعاد إلى الأذهان احتماء الشهيد محمد الدرة بوالده في غزة، وقد تسبب مقتله في اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية.

وتابعت “شيرين وقعت على وجهها بعد إصابتها بالرصاص، وحاولت الاقتراب منها إلا أن إطلاق النار المستمر من قوات الاحتلال اضطرني للتراجع”، ووصفت شذى ذلك الموقف بأنه أصعب المواقف التي تعرضت لها في حياتها، مؤكدة أن الاحتلال تعمد اغتيال الزميلة شيرين.

 

وشددت شذى على أن المكان الذي كانت تقف فيه مع شيرين لم يكن يشهد أي مواجهات أو إطلاق نار بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، مؤكدة أن المكان الذي أُطلق منه الرصاص عليهم جاء من جهة المركبات التي كان يستقلها جيش الاحتلال.

وقالت إن آخر ما نطقت به الزميلة شيرين هو “علي اتصاب.. علي اتصاب” في إشارة إلى الزميل علي السمودي، وذلك قبل أن تصاب هي أيضا وتلفظ أنفاسها الأخيرة.

وُلدت شيرين أبو عاقلة عام 1971 في مدينة القدس المحتلة، وهي حاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية.

عادت بعد التخرج إلى فلسطين، وعملت في مواقع عدة مثل الأونروا وإذاعة صوت فلسطين وقناة عمان الفضائية ثم مؤسسة مفتاح وإذاعة مونتي كارلو، قبل التحاقها بقناة الجزيرة الفضائية عام 1997.

المصدر : الجزيرة مباشر