الخليل، المدينة التي لا يبيت فيها جائع.. فما السر؟

في محيط مدينة الخليل، توجد التكية الإبراهيمية الكبيرة، التي تعكس روح العطاء والسخاء الذي ارتبط بسيدنا إبراهيم -عليه السلام-، وهي ليست مجرد مكان لتقديم وجبات الطعام، بل هي معلم تاريخي يعكس تراثًا حضاريًا عميقًا لمدينة الخليل.

عن أثر التكية وأهميتها تحدث مديرها، حازم جهاد، للجزيرة مباشر قائلًا “تعتبر تكية سيدنا إبراهيم عليه السلام الماضي والحاضر والمستقبل العريق لمدينة الخليل، وهي مفخرة من مفاخر الخليل والعالم الإسلامي، وفي العالم كله ليس هناك مثيل لهذا المكان”.

وأوضح جهاد أن نشأة التكية، “كانت من لدن سيدنا إبراهيم عليه السلام كفكرة، كونه كان يأتيه الضيوف، وكان يكرمهم ويحسن ضيافتهم، وعندما سكن في هذه البلدة سكنت ذريته أيضًا، فكل من نزل الخليل، ومن عاش فيها تأثروا بسيدنا إبراهيم فكان هذا الكرم، وهذه المشاهد التي تتكرر كل عام بفضل الله والمحسنين”.

ارتبط دور التكية بحضور الناس للحرم الإبراهيمي (رويترز)
ارتبط دور التكية بحضور الناس للحرم الإبراهيمي (رويترز)

آلاف الوجبات يوميًا

ويبذل فريق العاملين في التكية جهودًا كبيرة لتحضير الطعام منذ ساعات الفجر الأولى، حيث يقدر عدد المستفيدين من التكية الإبراهيمية في اليوم الواحد من شهر رمضان بنحو 5 آلاف شخص، وعلى مدار الشهر الكريم كله نحو 150 ألف شخص.

وتقدر نفقات التكية، بما في ذلك تكاليف الطهي، بنحو 1.5 مليون شيكل (409.7 آلاف دولار) إلى 1.8 مليون شيكل (491.6 ألف دولار)، في شهر رمضان، وباقي شهور العام تقدر النفقات بنحو 150 ألف شيكل شهريًا.

وأدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى زيادة الإقبال على الوجبات التي تقدمها التكية، حسبما يوضح جهاد، وأضاف: “زاد عدد الوافدين بنسبة تراوحت بين 20 إلى 30% عن الوضع المعتاد، ولكن بفضل الله والمحسنين استطعنا تغطية هذه الزيادة”.

وتابع جهاد حديثه عن مساندة التكية للمحتاجين، خاصة في أوقات الأزمات، بقوله “هذه رسالتنا الكريمة التي تعتبر من فضائل خليل الرحمن، فقد حافظت التكية على وجودها، ويعتبرها أهل الخليل بيتهم بكل اعتزاز لهذا المكان الذي يمثل الوجه المشرق لهذه المدينة”.

الاستمرار رغم عوائق الاحتلال

وأكد جهاد أن “التكية في بعدها المكاني استطاعت أن تعزز صمود المواطنين في البلدة القديمة وحضور الناس للحرم الإبراهيمي الشريف، هناك بعض العوائق، بوجود الحواجز التي وضعتها سلطات الاحتلال والحواجز بين المدن والقرى، إلا أننا نسعى جاهدين بحيث أن نستمر بهذه الرسالة السامية”.

وأوضح جهاد أن وصف مدينة الخليل بأنها “المدينة التي لا يبات فيها جائع”، تتجسد في وجود التكية الإبراهيمية، وما تمثله من رمزية للعطاء والسخاء والمصاعب، خاصة وأن “الشريحة الأكبر التي تستفيد من خدمات التكية هي الطبقة الفقيرة والأيتام والأرامل”.

وختم جهاد قائلًا “هدفنا ألا تكون نفس واحدة جائعة في الخليل، أو من يصل إلى هذه التكية”.

المصدر : الجزيرة مباشر