“نعيش في نار جهنم”.. نداء استغاثة من أهوال الاحتلال بمجمع الشفاء الطبي (فيديو)

إعدامات ميدانية واعتقالات تعسفية وتدمير متعمَّد، أهوال يعيشها المحتجزون بمجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة والمناطق المحيطة به، لليوم العاشر على التوالي على أيدي قوات الاحتلال، في إطار تصعيد الهجوم الإسرائيلي الممنهج لتدمير جميع المرافق الصحية في القطاع.

تحت غارات مقاتلات الاحتلال المتواصلة ليل نهار، تمكنت كاميرا الجزيرة مباشر من الوصول إلى أقرب نقطة من مستشفى الشفاء، شارع الثورة، الذي يشهد تدميرا واسع النطاق جراء القصف المدفعي، فتحولت أغلب مبانيه إلى أنقاض وبقايا من الركام.

رغم استهداف مسيّرات وطائرات الاحتلال أي هدف متحرك على الأرض، سارع بعض أهالي الشارع إلى عمارة سكنية جرى استهدافها صباح اليوم، بحثا عن ناجين وجثث ذويهم وجيرانهم، وروى أحدهم تفاصيل الواقعة قائلا “سقط صاروخ على المنطقة في وقت مبكر من صباح اليوم، ودمر العمارة بالكامل على من فيها، جميع سكان المناطق المحيطة بالشفاء أهداف لنيران الاحتلال”.

ووصف الوضع بمحيط مستشفى الشفاء بالمروع قائلا “الاحتلال يحرق فينا منذ أشهر والعالم يتفرج، لن نطلب العون إلا من الله”.

“نستفيق يوميا على نار جهنم” بهذه الكلمات وصف أحد سكان الشارع الوضع في عموم المناطق المحيطة بمجمع الشفاء، مضيفا “نخرج يوميا خلسة، نحمل أرواحنا على أيدينا، من أجل الحصول على أي شيء نسد به جوع أسرنا”.

قتل وتدمير واعتقالات

أمس الثلاثاء، استشهد 30 وأصيب آخرون في قصف لجيش الاحتلال على منزل بمحيط مجمع الشفاء الطبي، غداة صدور أول قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو إسرائيل إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وحسب الشهود، أطلقت طائرة مسيّرة النار على عشرات المواطنين الذين حاولوا الاقتراب من المستشفى ومحيطه لانتشال الشهداء والجرحى.

طائرات ومسيّرات الاحتلال، ترافقها القصف المدفعي، لم تتوقف منذ 10 أيام عن استهداف المنازل والبنايات والشقق السكنية في محيط مستشفى الشفاء، وكل من يتحرك في الطرقات المحيطة بالمستشفى، مما يتعذر معه وصول الأهالي أو سيارات الإسعاف إلى موقع الهجوم، وفق شهود العيان.

وذكر الشهود أن الجيش أجبر مئات الفلسطينيين، منذ صباح أمس الثلاثاء، على النزوح من مناطق سكنهم المحيطة بالمستشفى إلى جنوبي القطاع أو المناطق الشرقية لمدينة غزة.

كما أحرقت القوات الإسرائيلية 10 منازل وبنايات سكنية بشكل كامل في محيط المستشفى، بينما قصفت الطائرات 3 بنايات تضم نحو 100 شقة سكنية ودمرتها بالكامل في منطقة فلسطين القريبة من المستشفى.

داخل المستشفى، يواصل الجيش الإسرائيلي احتجاز نحو 160 مريضا ومصابا مع 25 فردا من الطاقم الطبي في مبنى الحروق في ظروف مأساوية، وفق مصادر طبية فلسطينية نقلا عن الأناضول.

ومنذ 10 أيام، يعاني أهالي محيط مجمع الشفاء نقصا في إمدادات الطعام والمياه مع الحصار الإسرائيلي المفروض على المنطقة، واعترف الاحتلال بقتل 150 فلسطينيا واعتقال 600 آخرين من منطقة مجمع الشفاء منذ بداية اقتحامه الاثنين الماضي، حسب منشور لجيش الاحتلال عبر منصة إكس.