مستقبل مجهول ينتظر سجناء مسلمين في الهند

في ديسمبر/كانون الأول 2019، شهدت الهند موجة احتجاجات ومظاهرات عارمة ضد تعديلات قانون المواطنة الذي استثنى المسلمين، مما أدى إلى اندلاع موجات عنف طائفي في العاصمة دلهي، الأمر الذي تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا، كما رافقه اعتقالات واتهامات بالتحيز السياسي والقانوني ضد المسلمين، ليخلف ندوبا عميقة في المجتمع الهندي.

وبعد مرور 4 سنوات على تلك الأحداث في دلهي، ما زال 12 متهما -بمن فيهم الزعيم الطلابي عمر خالد والناشط الحقوقي خالد سيفي- محتجزين، ورُفضت طلبات الإفراج عنهم بكفالة مرات عدة.

نرجس صيفي، زوجة المعتقل خالد سيفي، قالت للجزيرة مباشر “زوجي خالد بقي في السجن طوال السنوات الأربع الماضية في قضايا تتعلق بأحداث العنف في دلهي، ووُجهت إليه ثلاثة اتهامات واحدا تلو الآخر، من بينها قضية بموجب قانون منع الأنشطة غير القانونية”.

الهند أعلنت القواعد الخاصة بتنفيذ قانون للمواطنة صدر عام 2019 يصفه معارضون بأنه مناهض للمسلمين

ونوهت نرجس -وهي أم لثلاثة أطفال- إلى تعرّض زوجها لانتهاكات وإهانات شديدة داخل السجن، إذ أفادت بأنه جرى غمر وجهه في الماء أثناء فترات التعذيب، موضحة أن زوجها المعتقل شرح لها بالتفصيل تلك التجارب المروعة عبر رسائل كتبها لها.

وأضافت “كانت لحيته ممزقة، وتركت بعض البقع دون شعر في منطقة اللحية، وكانت هناك آثار أظفار على وجهه وجبهته، وكانت هناك بعض البقع التي نُزع فيها الشعر من فروة الرأس”.

وقالت نرجس إن زوجها تعرّض للتهديد بالقتل باستمرار من قبل الشرطة، حينما طلب منهم كرسيا متحركا بعد تعرضه لإصابات في ساقيه بسبب التعذيب الشديد له في مركز الشرطة في بداية الاعتقال.

ولفتت زوجة المعتقل كذلك إلى أن نوع الاتهامات الموجهة إلى زوجها خالد، دفع الناس والأقارب إلى التوقف عن زيارتهم، مؤكدة أن هذا يؤثر في نفسية الأطفال خاصة أنهم ما زالوا صغارا.

من جهتها، قالت الدكتورة صبيحة خانم، وهي والدة الأسير والناشط الحقوقي عمر خالد، إن ابنها كان ناشطا في المجتمع، وكان يعتقد أنه يجب عليه رفع صوته ضد أي فظاعة وانتهاك يحدث في الهند.

وأوضحت سبب سجن ابنها، قائلة “كان يسافر إلى مختلف مناطق الهند ويلقي خطابا علنيا ضد الحزب الحاكم في كل مكان يذهب إليه، وخلال إحدى الاحتجاجات اعتدت عليه الشرطة هو ومئات الطلاب بلا رحمة”، مشيرة إلى أن قول الحقيقة أصبح جريمة بالنسبة لابنها عمر الآن.

وأردفت “في السجون، لا يستطيع أولادنا وبناتنا إخفاء هويتهم الإسلامية، إنهم يواجهون باستمرار الإسلاموفوبيا، هناك العديد من القصص التي يُطلق عليهم فيها اسم الإرهابيين”.

وعن شعورها، قالت إنها في كل مرة تخرج فيها إلى الشارع وترى أطفالا، تتذكر ابنها عمر عندما كان بنفس عمرهم الصغير ومرافقا لها طوال الوقت.

المصدر : الجزيرة مباشر