اتفاق ليبي بشأن توزيع العائدات النفطية والأمم المتحدة ترحب

أحد أفراد التأمين داخل مصفاة الزاوية للنفط غرب طرابلس (غيتي - أرشيفية)

رحبت الأمم المتحدة، اليوم السبت، بإرساء المجلس الرئاسي الليبي آلية لتوزيع العائدات النفطية التي طالما شكّلت موضع خلاف بين الأطراف المتخاصمة في غرب البلاد وشرقها، وذلك بعد مطالبة الجنرال المتقاعد خليفة حفتر بتوزيع “عادل”.

وأثنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على القرار “الذي أعلنه المجلس الرئاسي بإنشاء لجنة عليا للرقابة المالية لمعالجة القضايا الأساسية المتعلقة بالشفافية في إنفاق الأموال العامة والتوزيع العادل للموارد”.

وكان المجلس قد أعلن تشكيل “لجنة مالية عليا” مهمتها متابعة الإنفاق، وفق بيان نشرته وسائل إعلام محلية، الجمعة.

وتشمل مهام اللجنة “إقرار أوجه الانفاق العام للدولة، وأبواب الصرف وفقا لمبدأ الرشد المالي والتوزيع العادل، ومتابعة الإيرادات العامة للدولة للتحقق من سلامة وكفاءة تحصيلها وفقا للنظم المعمول بها”.

وتدار عائدات النفط، المصدر الرئيسي للدخل في ليبيا، من قِبل المؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي ومقرهما العاصمة طرابلس، حيث يقع مقر الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

والخميس الماضي، قال البنك المركزي الليبي إن إجمالي إيرادات ليبيا من النفط بلغ 33.4 مليار دينار (6.95 مليارات دولار) في النصف الأول من 2023 انخفاضا من 37.3 مليار دينار في الفترة ذاتها من العام الماضي.

تهديد حفتر

والاثنين الماضي، قال حفتر إنه سيمنح مهلة أقصاها نهاية أغسطس/آب المقبل لما سمّاه “التوزيع العادل للثروة النفطية في ليبيا”.

وأضاف “تلقينا مئات المذكرات من أبناء الشعب الليبي يطالبون فيها بتشكيل لجنة عليا للترتيبات المالية قادرة على إدارة المال العام بطريقة عادلة”.

ولفت إلى أنه في حال تعذر انطلاق عمل اللجنة، فإن الليبيين سيكونون في “الموعد للمطالبة بحقوقهم المشروعة من ثروات النفط”.

وشدد على أن “القوات المسلحة ستكون على أهبة الاستعداد للقيام بالمهام المنوطة بها في الوقت المحدد” في إشارة إلى تدخل محتمل لقواته في توزيع الثروة النفطية.

وأتت تصريحاته بعدما شكا أسامة حماد رئيس الحكومة الموازية في شرق ليبيا من عدم التوزيع العادل لعائدات النفط، ملوّحا بمنع تصدير المحروقات.

وتضم اللجنة التي سيترأسها رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، 18 شخصا يُمثلون على وجه الخصوص حكومة الدبيبة والمؤسسة الوطنية للنفط، إضافة الى مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، والقيادة العامة والمصرف المركزي في طرابلس وبنغازي، وديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية، والقوات التابعة لحفتر.

وأثنت بعثة الأمم المتحدة في بيانها على المنفي والأطراف الذين عملوا “بدون كلل” للاتفاق على الآلية.

جدير بالذكر أن الأمم المتحدة ترعى حوارا بين الليبيين بهدف الوصول إلى انتخابات في 2023، لإنهاء أزمة سياسية تتمثل في صراع بين حكومة كلفها مجلس النواب مطلع العام الماضي، وحكومة الدبيبة الذي يرفض التسليم إلا لحكومة تُكلَّف من برلمان جديد منتخب.

وتتمتع ليبيا بأكبر احتياطات نفطية في إفريقيا، لكنها غارقة في صراعات على السلطة منذ أن أطاحت ثورة دعمها حلف شمال الأطلسي نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات