تونس: انتشال جثث 23 مهاجرا غرقوا قبالة سواحل صفاقس وعشرات في عداد المفقودين

مهاجرون في قارب حديدي بينما يحاول خفر السواحل التونسي منعهم أثناء محاولتهم العبور إلى إيطاليا قبالة صفاقس (رويترز)

لقي 11 شخصًا مصرعهم، وعُدَّ العشرات في عداد المفقودين، إثر غرق مركب مهاجرين قبالة سواحل صفاقس التونسية بوسط شرق البلاد.

وقال فوزي المصمودي، المتحدث باسم محكمة صفاقس، اليوم الاثنين، إن 23 جثة لمهاجرين غير نظاميين تم انتشالها في نهاية الأسبوع قبالة سواحل الولاية، بينما لا يزال العشرات في عداد المفقودين.

وأضاف “11 جثة تم انتشالها أمس الأحد، إثر غرق مركب كان يضم 57 مهاجرًا، نجا من بينهم 2 فقط بينما لا يزال البقية في عداد المفقودين”. ولا تزال عمليات البحث جارية عن المفقودين.

وقبل ذلك، لفظ البحر بين يومي الجمعة والسبت 12 جثة في مناطق مختلفة على سواحل الولاية، وليس واضحًا ما إذا كانت الجثث تخص مركبًا واحدًا أو عدة مراكب أخرى منكوبة.

كما فُقد أكثر من 30 شخصًا إثر غرق قاربين ينقلان مهاجرين قبالة سواحل إيطاليا وفق شهادات أدلى بها ناجون، حسب ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة. ويُرجَّح أن القاربين المتهالكين أبحرا من صفاقس، الخميس.

وتُمثل صفاقس منصة رئيسية لعبور المهاجرين إلى الجزر الإيطالية القريبة على متن قوارب حديدية وتقليدية الصنع بمحركات خفيفة يوفرها مهربون مقابل آلاف الدولارات. وتنشط الهجرة غير النظامية بشكل أكبر في فترات الصيف مع استقرار عامل المناخ.

وقال سكان في منطقتي العامرة والكتاتنة بولاية صفاقس إنهم يشاهدون جثثًا بشكل متواتر على شواطئ الجهة. وفي وقت سابق، قالت وزارة الداخلية التونسية إن الحرس البحري انتشل أكثر من 900 جثة حتى نهاية يوليو/تموز الماضي، مقابل نحو 600 جثة في كامل عام 2022.

ومنذ مطلع العام وحتى 20 يوليو الماضي، تم العثور على 901 جثة لمهاجرين غرقوا قبالة الساحل التونسي، معظمهم من مواطني دول جنوب الصحراء. وخلال الفترة نفسها، تم إنقاذ واعتراض 34290 مهاجرًا.

وتفيد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بأن نحو 90 ألف مهاجر وصلوا إلى إيطاليا التي تبعد أقرب سواحلها 150 كيلومترًا من تونس، منذ مطلع العام الحالي. وأوضحت المفوضية أن غالبية المهاجرين أبحروا من تونس، والباقين أبحروا من ليبيا.

مهاجرون ينتظرون في ميناء صفاقس بعد أن أوقفهم خفر السواحل التونسي في البحر أثناء محاولتهم العبور إلى إيطاليا (رويترز)

وتُعَد منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط أخطر طريق للهجرة في العالم مع تسجيل أكثر من 20 ألف وفاة فيها منذ عام 2014، وفق المنظمة الدولية للهجرة.

ومطلع يوليو الماضي، طُرد المئات من المهاجرين من جنسيات إفريقية من صفاقس، بعد اشتباكات مع السكان مما تسبب في وفاة تونسي. وفي الأيام التالية، نقلت الشرطة التونسية نحو ألفي مهاجر على الأقل -وفقًا لمنظمات- إلى الحدود مع ليبيا والجزائر، وتُركوا في الصحراء والمناطق المعزولة.

وبحسب إحصائية استنادًا إلى منظمات، لقي 25 شخصًا على الأقل حتفهم في الصحراء التونسية الليبية منذ بداية يوليو الماضي. وينتقد العديد من المنظمات الحقوقية التونسية والدولية تعامل السلطات المحلية مع ملف الهجرة فيما يتعلق بملاحقتهم وطردهم إلى خارج حدود البلاد.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات