بعد انسحابه.. هذا ما فعله الاحتلال خلال توغّله يوما واحدا في بيت حانون (فيديو)

عقب انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة اليوم الأربعاء، بعد توغله المفاجئ فيها أمس، رصدت كاميرا الجزيرة مباشر حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمنطقة، والتقت شهود عيان من السكان الذين كانوا يحاولون العودة إلى بيوتهم.

أحد الأهالي كان يجلس فوق أطلال بيته المهدم، وتحدّث للجزيرة مباشر قائلًا “لا أعرف كيف أصف الدمار، ربما لن نستقر أبدًا بعد تهجيرنا 20 مرة في عدة أماكن!”.

ترويع العزّل

واسترسل بأسى “وصلنا غرب غزة وعاودنا، رجعنا بيت حانون علشان نعيد الحياة وترجع الحياة لمجاريها إلا إنه هُمّه بدّهمش حياة. دمرونا خلّوا المنطقة دمار! ربنا ينتقم منهم، حسبنا الله ونعم الوكيل”.

وتحدّث آخر عن تجدد الهجمات على المنطقة حتى بعد نزوحهم منها وعودتهم إليها “نزحنا لمدة 5 أشهر ثم عدنا إلى بيت حانون بعد أن ظننا أنها منطقة آمنة، لكننا فوجئنا ليلًا بهجوم الاحتلال علينا بآلياته ودباباته وجرافاته، ونحن أناس عزل ومسالمون لا نريد حربًا”.

“يوم دمار شامل”

وأضاف “خرجنا من المنطقة، ولدى عودتنا إليها بعد يوم وجدناهم قد هدموا البيوت، وجرّفوا الأراضي والشجر والمركبات، طردوا البشر، قتلوا بعضهم، واعتقلوا البعض الآخر، وهذا كله دمار شامل بيد آلة الحرب الإسرائيلية دون مبرر على الشعب الفلسطيني”.

“مزروعون في أرضنا”

وتساءل “ما الذي يريدونه منا؟ على وين نروح؟”، مؤكدًا تمسكهم بالأرض وعدم مغادرتهم لها لأنهم “مزروعون” فيها.

وتحدّث شاهد عيان آخر عن وقائع ليلة الاقتحام، قائلًا “كنا في إحدى المدارس، وعند منتصف الليل دخل جيش الاحتلال وبدأ في تجريف الأراضي والمنازل وهدمها، وكانت قواته تطلق النيران والقذائف وصواريخ إف 16، وحاصروا كل المدارس، ثم أخرجونا صباحًا منها، كل مدرسة على حدة، واقتادونا في مجموعات من خمسة أشخاص”.

مركز تحقيق ميداني

وأشار إلى إنشاء جيش الاحتلال مركز تحقيق ميداني، وطلبه من الأهالي والنازحين الخروج تحت تهديد السلاح، وإجباره النساء على خلع الحجاب، وتجريده الرجال من ملابسهم.

وكان الجيش الإسرائيلي قد انسحب من بيت حانون اليوم، بعد تنفيذه عملية عسكرية، استخدم فيها دباباته وجرافاته لتدمير المنازل وتجريف الأراضي الزراعية، فضلًا عن اعتقاله عشرات الفلسطينيين من مراكز إيواء.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء.